1 عرض المعرض


جنود إسرائيليون على متن مركبة مدرعة يحملون علم حزب الله تم الاستيلاء عليه خلال القتال  2006
(Flash90)
يتعرض لبنان، ولا سيما مناطق البقاع الشمالي والأوسط والغربي، لتهديد محتمل بتصعيد عسكري يستهدف مراكز حزب الله، في حين أكد مصدر أمني لشبكة "الديار" أن الحزب اتخذ قرارًا بـ"الرد المباشر على أي هجوم بري إسرائيلي، متوقعًا تصعيدًا وشيكًا من الجانب الإسرائيلي".
وأشار المصدر إلى أن "حزب الله أصبح اليوم أكثر تحصينًا مما كان عليه قبل الحرب عام 2024، نتيجة عوامل عدة، منها إغلاق الخروقات الإسرائيلية وعدم قدرة إسرائيل على استهداف قادة جدد لا تعرفهم، وهو ما يفسر عدم تمكن إسرائيل من اغتيال قيادات الحزب، رغم تنفيذ عمليات استهدفت عناصره الأخرى". وأضاف المصدر: "حزب الله استخلص العبر من الحرب الأخيرة والاغتيالات التي طالت قياداته، بما في ذلك الأمين العام حسن نصرالله، ووضع خطة عسكرية مغايرة تمنحه قدرة قوية على الدفاع والردع "، وفقا لما نقلت الصحيفة
أما عن المسيرات الإسرائيلية التي حلقت فوق بيروت ومناطق لبنانية أخرى، فأوضح المصدر أن هذه التحركات تأتي ضمن مناورات عسكرية للتدريب واستطلاع الأهداف، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تحديد بنك أهداف جديد ضمن خططه العسكرية.
هيمنة أميركية-إسرائيلية ودور سعودي
في سياق التوتر الإقليمي، تتصدر المبادرة الأميركية-الإسرائيلية المشهد في لبنان، فيما يبرز الدور السعودي كمحاولة لتخفيف وطأة هذه الخطة على الساحة اللبنانية والعربية. وتفيد المعلومات بأن الرياض تضع شروطًا لتعديل ما تراه غير عادل، ساعية لترتيب الساحة العربية، لا سيما في ملفات غزة ولبنان.
ووفق معلومات استخباراتية أوروبية، "حزب الله لديه تقديرات بأن أي حرب إسرائيلية ضده لن تكون معركة وحيدة، بل هناك تصميم لتوسيع نطاق المواجهة في حال اندلاعها، ما قد يؤدي إلى اشتعال المنطقة بأكملها، وهو ما تحاول واشنطن تفاديه ضمن استراتيجيتها الإقليمية المعروفة بـ"باكس أميركانا"، وفقا لما نقلت الصحيفة.
غياب النشاط الدبلوماسي وزيادة المخاوف
ويلاحظ غياب أي نشاط دبلوماسي فعّال على الساحة اللبنانية، ما يثير مخاوف الأوساط العليا في الدولة من "ترك لبنان وحيدًا أمام السياسات الإسرائيلية والأميركية، خصوصًا في ظل إدارة ترامب ونتنياهو". وأكد مصدر وزاري لصحيفة الديار أن "اتصالات مكثفة تجري خلف الكواليس بين أطراف عربية ودولية لمنع أي تفجير عسكري قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على مسار السلام في المنطقة".
رسائل إسرائيلية مباشرة لبيروت
صباح اليوم، حلقت طائرات مسيرة إسرائيلية فوق القصر الجمهوري والسراي الحكومي في لبنان، في رسالة مباشرة للرئيسين ميشال عون ونواف سلام لتنفيذ خطة حصر سلاح حزب الله التي وضعها الجيش اللبناني. ويبدو أن الهدف هو دفع الحكومة اللبنانية إلى التفاوض المباشر مع إسرائيل، في حين أكّد رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال إيال زامير، على ضرورة جاهزية الجيش لكافة الاحتمالات، في ما اعتبره مراقبون "قرعًا لطبول الحرب".
قطر:  تحرك دبلوماسي لتخفيف التصعيد
على صعيد الوساطات العربية، أجرت قطر محادثات مكثفة مع واشنطن وطهران لمنع أي تطورات ميدانية خطرة بين لبنان وإسرائيل، خصوصًا في أعقاب تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، التي أشارت إلى منح الضوء الأخضر للائتلاف الحاكم في إسرائيل لتوجيه ضربات تستهدف الضاحية الجنوبية للبنان، وإجبار حزب الله على التخلي عن جناحه العسكري، وهو أمر يبدو مستحيلاً في الظروف الراهنة، وقد يفضي إلى تفاعلات داخلية يصعب التكهن بها.

