وافق سكان المنطقة، ومعظمهم موظفون في شركة سبيس إكس، على تحويل موقع إطلاق الصواريخ "ستاربيس" في جنوب تكساس إلى بلدية قانونية؛ وذلك في تصويت جرى في أيّار الحالي، انتهى بـ212 صوتًا مقابل 6. كما وتمّ انتخاب أول مجلس بلدي، يتألف من عمدة واثنين من المفوضين، جميعهم موظفون حاليون أو سابقون في الشركة، وقد فازوا بالتزكية دون معارضة.
وكانت منطقة بوكا تشيكا في جنوب تكساس قد تحوّلت مع وصول سبيس إكس إليها عام 2014، إلى مركز صاخب للابتكارات الفضائيّة؛ بعدما كانت مجرّد بقعة نائية هادئة تضمّ منازل متواضعة.
منذ عام 2012، بدأت سبيس إكس، إحدى أكبر شركات الفضاء في العالم، بشراء أراضٍ وبناء منشآت إطلاق خاصّة بها في المنطقة. مع الوقت، أصبحت المنطقة المعروفة اليوم باسم "ستاربيس" موقعًا رئيسيًا لإطلاق صواريخها العملاقة "ستارشيب". تهدف هذه الصواريخ إلى جعل السفر إلى الفضاء أكثر سهولة وأقلّ كلفة، في إطار حلم ماسك طويل الأمد بإرسال البشر إلى المرّيخ يومًا ما.
ومع توسّع نشاط الشركة، بدأت ملامح مجتمع صغير بالتشكّل في الموقع، حيث يعيش مئات الموظفين مع عائلاتهم، ولهم مساكن وخدمات أساسيّة كالمدارس والرّعاية الصحية. عام 2021، ومع ارتفاع الحاجة إلى إدارة أكثر تنظيمًا للمنطقة، طرح أيلون ماسك، الملياردير الأمريكي ومؤسّس الشركة، لأوّل مرة فكرة تحويل المنطقة إلى مدينة رسميّة معترف بها قانونيًا.
ومع استيفائها الشروط القانونية، أصبحت المنطقة بالفعل مدينة بكلّ معنى الكلمة، وستبلغ مساحتها نحو 3.9 كلم مربّع؛ ولها صلاحيّات واسعة، كالتخطيط العمراني والموافقة على مشاريع بناء، فرض ضرائب عقارية وقريبًا ربّما إغلاق الطرق العامة والشواطئ أثناء عمليات الإطلاق. مشروع القانون المطروح في تكساس قد يمنح البلدية سلطة إغلاق شاطئ بوكا تشيكا وحديقة الولاية، وهي صلاحيّة كانت حتى الآن بيد مقاطعة كاميرون.
هذا وتحاول الشركة تمرير مشروع قانون آخر، قد يفرض عقوبات بالسجن حتى 180 يومًا على من لا يمتثل لأوامر إخلاء الشاطئ خلال عمليّات الشركة – ما رفع بأصوات المعارضة عاليًا. سكّان محلّيون وجماعات بيئيّة مثل شبكة العدالة البيئية لجنوب تكساس، حذّروا من تقييد وصول السكان والزوّار إلى الشاطئ والحديقة، ومن المساس الصارخ بحقّ المجتمعات بالحفاظ على بيئتها والوصول الحرّ إلى أراضيها.
من جهته، يرى ماسك أن تأسيس ستاربيس كمدينة هو خطوة لتحقيق رؤيته بعيدة المدى، إذ ستسمح هذه السلطة للشركة بـ"تبسيط العمليّات"، خاصّةً مع خططها لزيادة عدد الإطلاقات من 5 إلى 25 عمليّة سنويًا. على أيّ حال، بين المعارضة والطموحات، باتت ستاربيس اليوم مدينة معترفًا بها.