1 عرض المعرض


الكشف عن هوية صاحب مقبرة فرعونية بعد أكثر من 50 عامًا على اكتشافها
( (وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007)))
أعلنت بعثة أثرية مشتركة من المجلس الأعلى للآثار المصرية وجامعة أونتاريو الكندية، عن تحديد هوية صاحب مقبرة "Kampp 23" الواقعة بمنطقة العساسيف في البر الغربي بمدينة الأقصر، وذلك بعد مرور أكثر من خمسة عقود على اكتشافها.
وأوضح محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن المقبرة كانت معروفة منذ السبعينيات، إلا أن هوية صاحبها بقيت مجهولة حتى أعمال الحفائر الأخيرة التي نفذتها البعثة المصرية الكندية. وقد أظهرت النتائج أن المقبرة تعود إلى شخصية بارزة تُدعى "آمون مس"، والذي كان يشغل منصب عمدة طيبة خلال عصر الرعامسة، كما تم التعرّف على عدد من ألقابه.
وأكد خالد أن هذه هي أول مرة تعمل فيها بعثة أثرية داخل المقبرة منذ اكتشافها، مشيرًا إلى أن العمل ما زال مستمرًا لدراسة النقوش واللقى الأثرية للكشف عن مزيد من التفاصيل حول صاحب المقبرة ومكانته في الدولة المصرية القديمة.
من جانبه، أعرب شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، عن سعادته بهذا الاكتشاف، معتبرًا إياه إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل التعاون المثمر بين البعثات المصرية والدولية، كما أنه يساهم في إثراء فهمنا لحياة ومسؤوليات كبار الشخصيات في العصور الفرعونية.
وفي السياق ذاته، أشار محمد عبد البديع، رئيس قطاع الآثار المصرية، إلى أن هناك العديد من النقوش والقطع الأثرية التي تم العثور عليها سابقًا في مواقع متفرقة بالبر الغربي تحمل ألقابًا متطابقة مع اسم "آمون مس"، منها: مستشار الملك، والأب الإلهي لآمون، وجامع الضرائب، ورئيس بعثة المحاجر في عهد الملك رمسيس الرابع. إلا أن البعثة لم تؤكد بعد ما إذا كانت هذه الألقاب تعود للشخص ذاته أم لشخص آخر حمل الاسم نفسه لاحقًا.
وأوضحت كيسي إل. كيرك باتريك، رئيسة الفريق الكندي، أن البعثة ستواصل أعمالها في المواسم المقبلة في محاولة لحسم الجدل حول الهوية الدقيقة لصاحب المقبرة.
من جهته، كشف عبد الغفار وجدي، رئيس البعثة من الجانب المصري، أن هناك مؤشرات على إعادة استخدام المقبرة في فترات لاحقة، حيث عُثر على بقايا جص ملون مغطٍ للنقوش، ومواد بنائية مختلفة عند المدخل، إلى جانب أجزاء من تماثيل الأوشابتي.
ويُذكر أن المقبرة منحوتة في الصخر، وتضم فناءً مفتوحًا تحيط به جدران من الطوب اللبن، بالإضافة إلى صرح كبير على الجهة الشرقية ومدخل يتوسطه نيشتان محفورتان في الجدران. كما تتميز بتخطيط معماري على شكل حرف "T" الشائع في مقابر عصر الرعامسة، وتحتوي على دهليز يؤدي إلى حجرة الدفن، إضافة إلى تماثيل منحوتة بالصخر في صالاتها الداخلية.