شهدت الجولة الأولى من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم، مساء الثلاثاء، بداية دراماتيكية وحافلة بالإثارة، حيث خطف ريال مدريد فوزاً مثيراً على أولمبيك مرسيليا، فيما انتزع يوفنتوس تعادلاً ملحمياً أمام بروسيا دورتموند، بينما عاد توتنهام هوتسبير إلى المسابقة القارية بانتصار ثمين على فياريال.
توتنهام في دوري الأبطال بعد غياب
احتفل توتنهام هوتسبير بعودته إلى دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعد غياب دام أكثر من عامين، بفوز ثمين 1-صفر على ضيفه فياريال الإسباني، مساء الثلاثاء، في الجولة الأولى من دور المجموعات.
وجاء هدف المباراة الوحيد مبكرًا في الدقيقة الرابعة، عندما حوّل الحارس البرازيلي لويز جونيور عرضية من لوكاس بيرجفال بالخطأ داخل شباكه، ليمنح أصحاب الأرض بداية مثالية في أول مشاركة لهم بالبطولة منذ مارس/آذار 2023.
ورغم التقدم المبكر، واجه توتنهام صعوبة كبيرة في تعزيز النتيجة، إذ اكتفى بمحاولات متقطعة، في وقت ضغط فيه فياريال عبر مهاجمه نيكولاس بيبي الذي أضاع أكثر من فرصة محققة، أبرزها ركلة حرة في الدقائق الأخيرة مرت بجوار القائم.
وصمد دفاع الفريق اللندني، الذي لم يستقبل سوى هدف واحد في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الآن، ليحافظ على تقدمه ويظفر بثلاث نقاط مهمة في بداية مشواره الأوروبي تحت قيادة مدربه الجديد توماس فرانك.
وعبّر فرانك، الذي يخوض أول تجربة له في دوري الأبطال بعد مسيرة تدريبية بدأت عام 2008، عن سعادته بالانتصار قائلاً: "لعبنا اليوم أمام فريق رائع وخرجنا فائزين من مباراة صعبة. الشعور بأننا نقاتل ونركض وننجز الكثير كمجموعة واحدة هو ما يبني أساسًا قويًا لمستويات جيدة". وأضاف: "أحيانًا لا تصل إلى أعلى المستويات، لكنك تظل تحقق الفوز، وهذا أمر رائع".
وشهدت المباراة مشاركة راندال كولو مواني، الوافد الجديد إلى توتنهام على سبيل الإعارة، فيما دفع مارسيلينو مدرب فياريال باللاعب الغاني توماس بارتي القادم من أرسنال في الشوط الثاني، لكن التبديلات لم تغير من النتيجة.
وسيخوض توتنهام مباراته المقبلة أمام بودو جليمت النرويجي، بينما يلتقي فياريال مع يوفنتوس الإيطالي في الجولة الثانية.
مبابي يقود ريال مدريد لفوز مثير على مرسيليا
قاد النجم الفرنسي كيليان مبابي فريقه ريال مدريد إلى فوز درامي بنتيجة 2-1 على ضيفه أولمبيك مرسيليا، مساء الثلاثاء، في افتتاح دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بعدما سجل هدفين من ركلتي جزاء، في مباراة احتضنها ملعب "سانتياجو برنابيو" وسط أجواء مشحونة.
وبدأ ريال مدريد المواجهة بضغط هجومي مكثف، وكاد مبابي أن يهز الشباك بتسديدة قوية مرت بجوار القائم، لكن مرسيليا باغت أصحاب الأرض عند الدقيقة 22، حين استغل تيموثي ويا خطأً فادحًا من التركي أردا غولر في وسط الملعب، ليخطف الكرة بعد تمريرة من ميسون جرينوود وينطلق متجاوزًا الدفاع المدريدي، قبل أن يسدد بقوة في مرمى تيبو كورتوا.
ورغم تألق حارس مرسيليا جيرونيمو رولي، الذي تصدى لعدة فرص محققة بينها كرة قريبة من مبابي، نجح ريال مدريد في العودة سريعًا، عندما حصل رودريغو على ركلة جزاء إثر عرقلته من قبل جيفري كوندوجبيا، ليترجمها مبابي إلى هدف التعادل في الدقيقة 29.
وتعقدت مهمة "الميرنغي" في الدقيقة 72 بعد طرد القائد داني كاربخال بالبطاقة الحمراء عقب مشادة مع حارس مرسيليا، لكن الفريق الملكي لم يستسلم. ففي الدقيقة 87، قاد البديل فينيسيوس جونيور هجمة خطيرة، لترتطم الكرة بالمدافع فاكوندو ميدينا وتلمس يده داخل المنطقة، ليمنح الحكم ريال مدريد ركلة جزاء ثانية، حسمها مبابي بثبات، موقعًا على هدف الانتصار.
وقال مبابي بعد اللقاء لشبكة "موفيستار بلس": "كانت ليلة صعبة لأننا أنهينا المباراة بعشرة لاعبين، لكننا أظهرنا روح ريال مدريد في دوري الأبطال. نحن نعرف أننا قادرون على الفوز هنا ضد أي فريق"، مضيفًا: "لمسة اليد دائمًا مثيرة للجدل، لكنها حسبت ركلة جزاء، تقدمت وسددت وسجلت"، معترفًا بأن تفسير هذه الحالات يثير ارتباك اللاعبين والجماهير على حد سواء.
وبهذا الفوز، يبدأ ريال مدريد مشواره في البطولة الأوروبية بأفضل طريقة ممكنة، فيما أضاع مرسيليا فرصة ثمينة لمغادرة البرنابيو بنتيجة إيجابية بعد أداء قوي.
ليلة تاريخية بين يوفنتوس ودورتموند
وخطف يوفنتوس الإيطالي تعادلاً دراماتيكياً بنتيجة 4-4 أمام ضيفه بروسيا دورتموند الألماني، مساء الثلاثاء، في افتتاح مشوارهما بدور المجموعات من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، في مباراة شهدت ثمانية أهداف جميعها خلال الشوط الثاني.
وتألق المهاجم الصربي دوسان فلاهوفيتش، الذي دخل من مقاعد البدلاء في الدقيقة 60، بعدما سجل هدفين وصنع آخر في الوقت بدل الضائع، مانحاً فريقه نقطة ثمينة بعدما كان متأخراً 4-2 حتى الدقائق الأخيرة.
وبدأ الشوط الثاني بإثارة كبيرة، إذ تقدم دورتموند عند الدقيقة 53 عبر كريم أديمي بتسديدة قوية من خارج المنطقة، قبل أن يدرك كينان يلديز التعادل ليوفنتوس في الدقيقة 63 بتسديدة رائعة من حدود منطقة الجزاء. لكن فرحة أصحاب الأرض لم تدم طويلاً، حيث أعاد فيلكس نميتشا التقدم لدورتموند بعد دقيقتين فقط.
واستمر تبادل الأهداف، فسجل فلاهوفيتش هدف التعادل 2-2 في الدقيقة 68، لكن يان كوتو أعاد الفريق الألماني للمقدمة في الدقيقة 74 بتسديدة منخفضة، قبل أن يوسع رامي بن سبعيني الفارق من ركلة جزاء في الدقيقة 86.
وفي لحظات بدا فيها أن يوفنتوس في طريقه للهزيمة، قلّص فلاهوفيتش النتيجة في الدقيقة 94، ثم صنع هدف التعادل للويد كيلي برأسية رائعة في الدقيقة 96، ليُشعل مدرجات ملعب "أليانز" في تورينو بعد تأكيد الهدف عبر تقنية الفيديو.
ونال فلاهوفيتش جائزة أفضل لاعب في المباراة، لكنه عبّر عن شعور متباين بعد اللقاء قائلاً لشبكة "سكاي سبورتس": "نحن فريق شاب، وعلينا أن نتعلم قراءة المباريات بشكل أفضل. لا يمكن أن نستمر في تلقي الأهداف بهذه السهولة. أردت تسجيل هدف ثالث الليلة، لكن الأهم أننا لم نخسر"، مضيفاً: "الشغف هو ما يمنحك القدرة على إثبات الذات، وسنواصل التقدم".
بهذه النتيجة المثيرة، يخرج الفريقان بنقطة لكل منهما في مباراة وُصفت بأنها واحدة من أكثر المواجهات إثارة في الجولة الافتتاحية لدوري الأبطال.
First published: 08:01, 17.09.25