يستعد الجيش الإسرائيلي لبدء انسحاب واسع من قطاع غزة خلال الساعات المقبلة، في خطوة تهدف إلى تسريع وضمان تنفيذ اتفاق إطلاق سراح الرهائن. ووفق الخطة العسكرية، سينسحب الجيش إلى خط الانسحاب الأولي، المعروف بـ"الخط الأصفر المحدّث"، وذلك ليس فقط من مدينة غزة، بل أيضًا من خان يونس.
ويُتوقّع أن يشمل الانسحاب مئات الجنود والدبابات والعربات المدرعة والمعدات والبنى التحتية العسكرية، على أن يكتمل غدًا، مما سيؤدي إلى استعادة حركة حماس السيطرة على معظم المناطق الحضرية في القطاع. ومع ذلك، سيحافظ الجيش الإسرائيلي على سيطرته الأمنية في محور فيلادلفيا المحاذي للحدود المصرية، وفي جيوب عسكرية قرب بيت حانون ورفح.
الانسحاب الأكبر
ووفقًا للتقارير الإسرائيلية، فإن هذا الانسحاب هو الأكبر منذ بدء الحرب، ويعني فعليًا أن حماس ستستعيد السيطرة الإدارية على غالبية مدن القطاع للمرة الأولى منذ أكتوبر 2023. ومن المتوقع أن ينسحب الجيش حتى يوم غد من معظم محاور الاقتحام في وسط وجنوب القطاع، خصوصًا في مناطق موراج ومجن عوز.
وأشار التقرير إلى أن التحصينات العسكرية على هذه المحاور تُفكّك حاليًا وتُنقل شرقًا باتجاه الحدود، على مسافة كيلومتر إلى كيلومترين داخل المنطقة العازلة، لكنها تبقى أقصر من "الخط الأصفر" الذي قدّمته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، تماشيًا مع مطالب حماس خلال المفاوضات الأخيرة. ومن المتوقع أن يُدمّر الجيش الليلة التحصينات التي أقامها في خان يونس خلال الأشهر الستة الماضية، لمنع ترك أي بنية يمكن أن تستفيد منها حماس لاحقًا.
وفي ما يتعلق بآلية استلام الرهائن المحرّرين، أوضح الجيش أن قوة خاصة إسرائيلية ستتسلمهم من داخل القطاع عبر الصليب الأحمر الدولي، كما جرى في صفقتين سابقتين. بعدها، سيتم نقلهم إلى مراكز طبية حدودية للفحص الأولي قرب معسكر “ريم”، قبل نقلهم بواسطة مروحيات إلى المستشفيات الإسرائيلية. وفي الحالات الطبية الطارئة، يمكن تجاوز المراحل الإدارية ونقل الرهائن مباشرة من الميدان إلى المستشفى عبر طائرات أو سيارات إسعاف عسكرية.
أما جثامين الرهائن القتلى، فستُنقل أيضًا إلى القوات الخاصة داخل القطاع، ومنها إلى الحدود، ثم إلى معهد الطب الشرعي لاستكمال عمليات التعرف وإبلاغ العائلات.
ورغم التفاهمات السابقة مع حماس، فإن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال حدوث فوضى جماهيرية أثناء تسليم الرهائن، إذ تُقدَّر إمكانية اندفاع المدنيين في غزة نحو المركبات قبل أو خلال عملية التسليم. وقالت مصادر عسكرية إن الجيش وجّه تحذيرات شديدة إلى الجانب الفلسطيني، ويستعد لاستخدام القوة الجوية لتفريق أي تجمّعات كبيرة، وفي الحالات القصوى قد يتدخل ميدانيًا من الأرض لمنع أي حوادث قد تهدّد العملية.



