في الذكرى السابعة عشرة لرحيله | ماذا نعرف عن الشاعر محمود درويش؟

تُرجِمت أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة، وحاز على جوائز مرموقة عدّة، منها جائزة لينين للسلام عام 1983، ووسام الفنون والآداب من فرنسا عام 1997، وسام الاستحقاق الثقافي من المغرب عام 2000 وجائزة مؤسّسة "لانون" لحرّية الثقافة عام 2001  

1 عرض المعرض
محمود درويش
محمود درويش
محمود درويش
(.)
وُلد محمود درويش في 13 آذار 1941 في قرية البروة في الجليل، التي احتلّتها القوّات الإسرائيلية خلال حرب النكبة، ليتمّ لاحقًا تهجير سكّانها وتدميرها بالكامل. بعد النكبة، لجأت عائلته إلى لبنان، ثمّ عادت سرًّا بعد عام، لتُصنَّف ضمن فئة "الحاضرين الغائبين" لغيابها عن التعداد السكّاني آنذاك. ومع مسح القرية نهائيًا عن الخريطة، استقرّت الأسرة في قرية دير الأسد شماليّ البلاد.
بدأ درويش كتابة الشعر في سن مبكرة؛ وفي الثانية عشرة من عمره، ألقى قصيدة في مدرسته عبّر فيها عن وضع العرب في إسرائيل، ما دفع السلطات العسكرية إلى استدعائه وتحذيره من كتابة مثل هذه الأشعار. ومنذ سنّ السادسة عشرة، تعرّض للاعتقال عدّة مرات بسبب مضامين قصائده، إضافةً إلى تنقّله بين القرى دون تصريح.
عام 1964، أصدر مجموعته الشعريّة الأولى "أوراق الزيتون"، التي ضمّت قصيدته الشهيرة "بطاقة هوية"، والتي وُضِع على اثرها تحت الإقامة الجبرية بين عامي 1967 و1970، بعد أن تحوّلت إلى نشيد احتجاجي شعبي يُتلى في المظاهرات والأحداث السياسية. وفي عام 1970، غادر إلى موسكو لمتابعة دراسته الجامعية في الأدب الروسي، ثم تنقّل بين القاهرة وبيروت وباريس وتونس، قبل أن يستقرّ عام 1996 في رام الله. شغل منصب رئيس تحرير مجلّة "شؤون فلسطينية" في بيروت بين الأعوام 1973 و1982، وأسّس مجلّة "الكرمل" عام 1981 وظلّ رئيسًا لتحريرها حتى وفاته عام 2008.
انضمّ درويش عام 1987 إلى اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير الفلسطينية، وكتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي أُقِرّت عام 1988، قبل أن يستقيل عام 1993 احتجاجًا على توقيع اتفاق أوسلو. وفي عام 2000، طرح وزير التعليم الإسرائيلي خطّة لإدراج بعض قصائد درويش ضمن المناهج الدراسية، غير أنّ رئيس الوزراء آنذاك، إيهود باراك، رفض ذلك.
خلال مسيرته، أصدر درويش أكثر من ثلاثين ديوانًا شعريًّا وثمانية كتب نثريّة، أبرزها "حالة حصار" و"جدارية" و"يوميات الحزن العادي" و"ذاكرة للنسيان". تناول في قصائده موضوعات المنفى والهويّة والمقاومة، موظفًا الرمزية والتجربة الإنسانية. في ديوانه "حالة حصار" (2002)، صوّر عزلة رام الله تحت الاحتلال، بينما تناول في "جداريّة" (2002) تجربته مع الموت بعد خضوعه لعمليّة قلب عام 1998.
تُرجِمت أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة، وحاز على جوائز مرموقة عدّة، منها جائزة لينين للسلام عام 1983، ووسام الفنون والآداب من فرنسا عام 1997، وسام الاستحقاق الثقافي من المغرب عام 2000 وجائزة مؤسّسة "لانون" لحرّية الثقافة عام 2001.
رحل محمود درويش في التاسع من آب/أغسطس 2008 بمدينة هيوستن الأميركية، بعد عملية قلب جراحية معقّدة. برحيله، فقدت الساحة الثقافية العربية أحد أبرز أعمدتها، وخسرت فلسطين صوتًا شعريًا منحها حضورًا عالميًا استثنائيًا. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قد أعلن الحداد ثلاثة أيّام على رحيله، ناعيًا إياه بوصفه "رائد المشروع الثقافي الفلسطيني الحديث".