دخلت خلال الساعات الماضية شاحنات مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبري زيكيم شمال غرب القطاع وكرم أبو سالم جنوباً، تزامناً مع عمليات إنزال جوي للمساعدات نفذتها طائرات بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي على مناطق شمالية غربية من القطاع.
ورغم الاحتياجات الإنسانية الهائلة بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار المشدد، أكدت مصادر مطلعة أن الكميات التي وصلت غير كافية لتغطية احتياجات السكان، وسط استمرار أزمة نهب جزء من المساعدات من قبل لصوص، ما يحرم مستحقيها من الحصول عليها.
من جانبه، تطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأحد)، إلى التغييرات الأخيرة في سياسة إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وقال إنه "بأي مسار سنختاره، سنواصل السماح بدخول الحد الأدنى من الإمدادات الإنسانية".
وأشار نتنياهو إلى أن العمليات العسكرية في القطاع مستمرة لتحقيق هدفين رئيسيين: "سوف نقضي على حماس، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، وأيضًا من أجل تحرير مختطفينا، نحن نواصل القتال ونجري مفاوضات. سنستمر في الحرب حتى نحقق جميع أهدافها، حتى النصر الكامل".
وذكرت مصادر عربية أن اسرائيل وافقت على طلبات لمؤسسات عربية ودولية لإدخال مساعدات عبر مصر والأردن بشرط تسليمها إلى جهات دولية عاملة في غزة بعيداً عن حكومة غزة. وأشارت إلى أن عمّان والقاهرة بدأتا بإدخال هذه المساعدات منذ يومين، مع توقعات بزيادة حجمها بدعم من قطر وتركيا والإمارات ومؤسسات فلسطينية ودولية خلال الأيام المقبلة.
وفي بيان لها، اعتبرت حركة حماس أن إدخال المساعدات الغذائية والدوائية إلى غزة "حق طبيعي" لوقف ما وصفتها بـ"الكارثة الإنسانية التي فرضها الاحتلال". ووصفت عمليات الإنزال الجوي بأنها "خطوة شكلية تهدف إلى تلميع صورة الاحتلال أمام العالم والالتفاف على المطالب الدولية برفع الحصار ووقف سياسة التجويع".
وأضافت الحركة أن ما تسمى "الممرات الإنسانية" وخطة الإنزال الجوي تمثل "سياسة مكشوفة لإدارة التجويع وفرض وقائع ميدانية قسرية تحت القصف والجوع"، محذرة من أنها تعرض حياة المدنيين للخطر وتهين كرامتهم.
وشددت حماس على أن "الطريق الوحيد لإنهاء جريمة التجويع يتمثل بوقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل ودائم، وفتح المعابر البرية أمام تدفق المساعدات وفق آليات الأمم المتحدة". واتهمت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بارتكاب "جرائم حرب موصوفة" بعد أن تسببت، بحسب البيان، في مقتل أكثر من ألف وإصابة نحو 6 آلاف مدني جراء الحصار وسياسات التجويع.