تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الجارية في الدوحة، خطر الانهيار الوشيك، بحسب ما نقلته "بي بي سي" عن مسؤولين فلسطينيين مطّلعين على سير المحادثات، الذين اتهموا إسرائيل بتضييع الوقت وعدم تفويض وفدها بصلاحيات حقيقية للتفاوض.
اتهامات فلسطينية بتعطيل متعمّد للمحادثات
وأوضح أحد المسؤولين أن الحكومة الإسرائيلية استغلت زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع لكسب الوقت، وأن الوفد الذي أرسلته إلى قطر لم يكن مخوّلًا باتخاذ قرارات حاسمة في القضايا الجوهرية، وعلى رأسها انسحاب الجيش الإسرائيلي وآليات توزيع المساعدات.
وأشار نتنياهو قبل مغادرته واشنطن إلى أن "الاتفاق قد يكتمل خلال أيام"، متحدثًا عن صفقة تشمل إطلاق نصف المختطفين الأحياء ونحو نصف الجثث المحتجزة مقابل هدنة تمتد لـ60 يومًا.
أزمة ثقة بسبب خرائط "مضلّلة" ومخططات للترحيل
المسؤولون الفلسطينيون أكدوا أن المفاوضات اصطدمت بعقبتين رئيسيتين: آلية توزيع المساعدات والانسحاب العسكري الإسرائيلي. وبينما تصرّ حماس على دور حصري لوكالات الأمم المتحدة، تدفع إسرائيل باتجاه آلية مدعومة من الولايات المتحدة تُدار عبر مؤسسة GHF.
أما بشأن الانسحاب، فقد سلّمت إسرائيل في الجولة الخامسة رسالة خطيّة تتحدث عن منطقة عازلة بعمق 1 إلى 1.5 كيلومتر، لكن خريطة قدمت لاحقًا أظهرت عمقًا يصل إلى 3 كيلومترات في مناطق واسعة، تشمل رفح بالكامل، و85% من خزاعة، وأجزاء من شمال غزة وشرق غزة.
ووصفت حماس الخريطة بأنها "خدعة" تهدف إلى إضاعة الثقة.
مخاوف من تهجير جماعي دائم
أضاف مسؤول فلسطيني أن الخطة التي يعمل عليها وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، لإنشاء "مدينة إنسانية" في رفح تُعد مقدّمة لتهجير واسع للفلسطينيين نحو مصر أو البحر، واصفًا المشروع بأنه "مخيم تركيز". وتواجه الخطة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية وخبراء قانونيين.
تحذير من انهيار شامل للمفاوضات
وسط هذا التصعيد، يدعو الجانب الفلسطيني الولايات المتحدة إلى التدخل الحاسم للضغط على إسرائيل لتقديم تنازلات حقيقية، محذرين من أن استمرار الوضع الحالي قد يُسقط العملية التفاوضية بالكامل.
وقال مسؤول إقليمي: "العملية معلّقة بخيط رفيع، وإذا لم يحدث تغيير سريع وجذري، فقد نكون على أعتاب الانهيار".