"خرج لرزقه ولم يعد" | ثريا نعامنة: قتلوا زوجي لكنهم لن يقتلوا صوته

تقول ثريا بصوت متماسك رغم الحزن الكبير:"المجرمون لن يكسرونا، سأكون الأم والأب لأولادي، وسأحميهم من هذا الإجرام. مجتمعنا صار مخيفًا.. القتل في كل مكان، ومع ذلك سنبقى أقوياء 

ثريا نعامنة زوجة المرحوم راسم
رغم مرور ما يقارب الشهر على الجريمة التي راح ضحيتها المرحوم راسم نعامنة (أبو فادي) من مدينة عرّابة، داخل محله التجاري في بلدة كوكب أبو الهيجاء، ما تزال ملفّات التحقيق تراوح مكانها، والقتلة يسيرون أحرارًا دون مساءلة، فيما تعيش العائلة صدمة الفقد ووجع الغياب. في حديث مؤثّر لراديو الناس، عبّرت زوجة المرحوم، ثريا فضل نعامنة، عن حجم الألم والغضب الذي يعيشه ذوو الضحية، لكنها شددت في الوقت ذاته على رفضهم الاستسلام للواقع الدموي الذي يكتم أنفاس المجتمع العربي.
3 عرض المعرض
ثريا نعامنة
ثريا نعامنة
ثريا نعامنة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
"المجرمون لن يكسرونا سأكون الأم والأب" تقول ثريا بصوت متماسك رغم الحزن الكبير:"المجرمون لن يكسرونا، سأكون الأم والأب لأولادي، وسأحميهم من هذا الإجرام. مجتمعنا صار مخيفًا.. القتل في كل مكان، ومع ذلك سنبقى أقوياء." وتواصل:"لا أتمنى ما حصل معنا أن يحدث لأي إنسان. فقدان أبو فادي ضربة موجعة للجميع. كان إنسانًا لا يوصف. نعيش في عنف وقذارة لا توصف… نخجل ونشمئز أننا في بيئة كهذه." تصف زوجها بكلمات تختلط فيها المحبة والحنين:"أبو فادي كان طاهرًا، لا يستحق أن يعيش في مجتمع يسوده الرصاص. هو الآن في مكان أفضل. وصلنا لمرحلة أن وجودك في المكان الخطأ قد يكلفك حياتك."
3 عرض المعرض
راسم نعامنة ضحية جريمة القتل
راسم نعامنة ضحية جريمة القتل
راسم نعامنة ضحية جريمة القتل
(تُستخدم هذه الصورة بموجب البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
"إلى أين سنصل؟".. صرخة مواطِنة من قلب المأساة تطرح ثريا أسئلة موجعة تمثّل حال الشارع العربي:"الحيوانات تعيش أفضل مما نعيشه. يطلبون الخاوة والابتزاز والتهديد. إلى أين سنصل؟ كيف أصبح الدم رخيصًا إلى هذه الدرجة؟" وتضيف:"القتل لا يفرّق بين طفل أو امرأة أو مسن. رصاصة واحدة تستطيع حرمان عائلة بأكملها من عمودها."
العائلة مستمرة بالطريق رغم الفقد تؤكد ثريا أنها لن تسمح للحزن بتفكيك العائلة:"منذ زواجنا عام 1990، كنت بجانبه وأتحمل المسؤولية معه. سأكمل طريقه، وسنستمر في تشغيل السوبرماركت. سأبقى قوية من أجل أولادي وأحفادي سنبقى عائلة متماسكة رغم المجرمين." وتتابع:"هو سيكون مبسوطًا أننا لن ننكسر. وسندعو أن يعود مجتمعنا كما كان، مجتمع محبة وأمان."
3 عرض المعرض
مقتل راسم نعامنة
مقتل راسم نعامنة
مقتل راسم نعامنة
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
ذكريات لا تُنسى وصدمة لا تُشفى تصف يوم الجريمة وكأنه مشهد خارج المنطق:"حتى الآن لا أصدق كيف قُتل. إنسان نظيف وحنون ومعطاء… كيف تُسلب روح بهذه السهولة؟ لماذا حرمتمونا من الأب والأخ والزوج؟" وتختم بكلمات تفيض وجعًا:"زوجي كان من أروع الرجال. كان يحترم ويدلّل ويحمل أجمل الصفات. لا أستطيع وصف الألم… ولا أستطيع وصفه كما يستحق."
ملف لم يُغلق وجريمة تنتظر عدالة غائبة تظل قضية اغتيال راسم نعامنة جرس إنذار صارخًا لما يعيشه المجتمع العربي من انفلات أمني خطير، وثغرات خطيرة في فرض النظام وحماية الأبرياء. وبين انتظار كشف الحقيقة ومرارة غياب العدالة، تستمر عائلة نعامنة في الدفاع عن حقها في الأمان… وعن اسم أبي فادي الذي رفضت زوجته أن تبتلعه النسيان.
رد الشرطة فور تلقي البلاغ ووصول القوات إلى مكان الحادث، فُتح تحقيق لا يزال جاريًا في الوحدة المركزية "اليمار" التابعة لشرطة الشمال، وذلك من خلال تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة بهدف الوصول إلى الحقيقة الكاملة.