تُثار من جديد تساؤلات حول كيفية إدارة الميزانيات التي تُحوَّل إلى السلطات المحلية العربية، ومدى استغلالها بالشكل الأمثل لخدمة المواطنين، ولا سيّما في قطاع التربية والتعليم. وفي هذا السياق، استضاف راديو الناس الدكتور يعقوب غنايم، مدير مشروع الرقمية الحكومية في المجتمع العربي وخبير قضايا الشباب والشبيبة، للحديث عن هذا الملف الشائك.
د. يعقوب غنايم: مئات ملايين الشواكل رُصدت لكن الفجوة مع المجتمع اليهودي ما زالت قائمة
هذا النهار مع محمد أبو العز محاميد
13:01
وقال د. غنايم في مستهل حديثه: "التقدير العام يشير إلى أن مئات ملايين الشواكل خُصصت خلال السنوات العشر الأخيرة لقطاع التربية والتعليم في المجتمع العربي، وذلك من خلال خطط حكومية أبرزها خطة 550 الهادفة إلى تقليص الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، ومن ضمنها فجوة التعليم."
وأضاف موضحًا أن الفجوة ما تزال قائمة بين الطالب العربي والطالب اليهودي فيما يُعرف بـ "السلة التعليمية": "هناك فرق شاسع بين ما يُرصد للطالب العربي مقارنة بزميله اليهودي، وهذه الفجوة ليست مالية فقط، بل تعكس ضعف التخطيط وغياب الرؤية الاستراتيجية لدى بعض السلطات المحلية العربية."
وأشار غنايم إلى أن التربية والتعليم ليست مجرد قضية تحصيل وشهادات، بل لها انعكاسات أوسع على المجتمع: "التربية والتعليم متصلة بشكل مباشر بظواهر العنف والجريمة التي نعاني منها. الاستثمار في التعليم يعني بناء مجتمع أكثر أمانًا."
وعن أنماط الإهدار في الميزانيات، أوضح: "في بعض الحالات أُعيدت ميزانيات إلى وزارة المعارف بسبب عدم استغلالها، والسبب في ذلك غياب خطط جاهزة أو معطيات دقيقة تعرض على الوزارات. عندما يذهب رئيس سلطة محلية إلى وزارة ما ومعه خطة مدروسة وأرقام واضحة، لا يبقى مجال للرفض، لكن هذا قليل جدًا في مجتمعنا."
وأكد غنايم أن هناك سلطات محلية عربية تبذل جهودًا حقيقية وتُحسن إدارة الميزانيات، لكن الغالبية – بحسب وصفه – "تُهدر الفرصة والموارد المتاحة"، رغم وجود مؤسسات مثل لجنة المتابعة ولجنة متابعة التعليم العربي التي تتابع الملف.
وشدّد على ضرورة تعزيز المهنية والتكاتف: "وضعنا الحالي يفرض علينا مسؤولية مضاعفة. لا يكفي أن نقول إن الميزانيات قليلة أو هناك تمييز. علينا أن نستغل كل فرصة متاحة، وأن نضع خططًا استراتيجية بعيدة المدى تعكس احتياجات طلابنا."
واختتم د. غنايم بالتأكيد أن ملف التعليم يجب أن يكون أولوية مطلقة لدى السلطات المحلية: "التربية والتعليم ليست بندًا ثانويًا، بل هي الأساس لمستقبل أبنائنا ومجتمعنا. إذا استثمرنا هنا بالشكل الصحيح، سنشهد نتائج بعيدة المدى على المستويات التعليمية والاجتماعية وحتى الاقتصادية."