1 عرض المعرض


مقتل عنان جزماوي حرقا على يد طليقها في حريش
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
في حديث مؤثر على أثير راديو الناس، كشفت سماهر، شقيقة الضحية عنان، عن سلسلة طويلة من العنف والتهديدات التي سبقت الجريمة البشعة التي راحت ضحيتها الشابة أمام أطفالها، بعد أن أقدم طليقها على سكب البنزين وإشعال النار فيها داخل سيارتها. وقالت سماهر في مستهل حديثها: "عنان كانت تعاني منذ فترة طويلة من مشكلات بسبب طليقها، الذي استمر في تهديدها وإيذائها حتى بعد الطلاق."
شقيقة القتيلة عنان جزماوي: كانت تنتظر الشرطة لتحميها من طليقها ولم يتوقع أحد أن يصل إلى هذا الحد
هذا النهار مع شيرين يونس وفراس خطيب
04:48
ويوم أمس، توفيت اليوم السيّدة عنان بكر جزماوي (46 عامًا)، من بلدة عرعرة في منطقة المثلث، متأثرة بجراحها البالغة التي أُصيبت بها قبل نحو شهر إثر تعرضها لاعتداء بزجاجة حارقة أثناء وجودها داخل مركبتها قرب مكان عملها.
وبحسب التفاصيل المتوفرة، كانت الضحية تستعد لمغادرة عملها في مدينة حريش حين قام مشتبه بإلقاء زجاجة حارقة عليها داخل المركبة، ما تسبب بإصابتها بحروق شديدة. تم نقلها بحالة حرجة إلى المستشفى، حيث خضعت للعلاج المكثف على مدار أسابيع قبل الإعلان عن وفاتها. الفقيدة كانت أمًا لثلاثة أبناء، وتركت وراءها فاجعة إنسانية تتجاوز حدود العائلة.
بلاغات لم توقف الخطر
أوضحت سماهر أن الضحية كانت قد انفصلت عن زوجها قبل نحو عام، بعد خلافات حادة. وتضيف: "كان يؤذيها ويهددها باستمرار، وحين طعنها بسكين سارعت إلى تقديم بلاغ للشرطة. تم اعتقاله لمدة تسعة أشهر، لكن بعد خروجه عاد إلى منزلها، طرق الباب وأراد رؤية الأطفال."
وأشارت إلى أن الأطفال أنفسهم رفضوا مقابلته خوفاً منه: "ابنتها تبلغ 15 عاماً، وابنها 14 عاماً، وطفلة في الثامنة. كانوا خائفين، فقد شاهدوه يؤذي أمهم… وكان يؤذيهم أيضاً."
وتابعت سماهر أن التهديدات تصاعدت قبل يومين فقط من وقوع الجريمة: "ذهبَت وقدّمت بلاغاً جديداً للشرطة بعد أن قال لها: سأؤذيك، سأشوّهك. الشرطة طمأنتها وقالت إنها ستبحث عنه، وطلبوا من أبي مرافقتها حتى لا تعود وحدها."
انتظار حماية لم تصل
بحسب روايتها، بقيت عنان في منزلها، تمارس حياتها اليومية، وتنتظر توقيف المعتدي: "كانت تنتظر أن تلقي الشرطة القبض عليه… لكنها لم تتوقع أبداً أن يصل إلى هذا الحد. كانت تعتقد أنه قد يخرّب سيارتها، لكن ليس أكثر."
لحظات الرعب في حريش
وقع الحادث أثناء عودتها من عملها في ساعات المساء. تقول سماهر: "صعدت إلى السيارة، ففتح الباب عليها وسكب البنزين وأشعل النار. بحسب شهود العيان، ركضت إلى الشارع تصرخ محاولة طلب النجدة، وقد حاول الناس إطفاء النار… لكن إصاباتها كانت بالغة جداً."
تعيش العائلة اليوم حالة صدمة عميقة. تقول سماهر: "الأطفال موجودون الآن في بيت أهلي. لا أحد يعرف ما الذي يشعرون به، لكن من المؤكد أنهم متأثرون جداً. تلقّوا علاجاً نفسياً منذ اللحظة الأولى، وسنستمر في رعايتهم مهما كان الثمن."
"قلبها كان طيباً… ولم تؤذِ أحداً"
استذكرت سماهر الضحية بكلمات مؤلمة: "عنان كانت صاحبة قلب طيب، تساعد الجميع، تعطي بلا تردد، حتى آخر ما تملكه. لم تؤذِ أحداً في حياتها. لو أغضبتها، تعود بعد ساعة لتطمئن عليك. الجميع أحبّها."
وأضافت: "لم تقصّر يوماً في بيتها أو مع أطفالها. حتى معه ـ رغم أنّه كان يرفض العمل ويبقى في البيت ـ كانت تعيله وتصرف عليه."
بيان الشرطة: توقيف المشتبه به مختبئًا في حافلة مهجورة
في بيان سابق للشرطة عقب الحادثة، أفادت أنها اعتقلت المشتبه به – في الأربعينات من عمره ومن سكان جسر الزرقاء – بعد مطاردة استمرت أيامًا، إذ تم العثور عليه مختبئًا داخل حافلة مهجورة قرب القرية. وأضاف البيان أن التحقيقات أشرف عليها مركز شرطة عيرون، وأن المشتبه به أُحيل للتحقيق وتم تمديد اعتقاله لاحقًا.
وأكدت الشرطة حينها أنها فتحت تحقيقًا موسعًا في الحادث، وجمعت أدلة من موقع الحريق فور تلقي البلاغ عن احتراق مركبة في مدينة حريش، مشيرة إلى أنها فحصت مختلف الاتجاهات لفهم دوافع الجريمة.
