شهدت ساحة كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس في مدينة الناصرة، مساء اليوم الإثنين، وقفة احتجاجية واسعة شارك فيها حشد من أبناء المدينة وممثلي أطيافها الاجتماعية والدينية والسياسية، وذلك تنديدًا بالاعتداء الذي تعرضت له الكنيسة مساء أمس الأحد.
وجاءت هذه الوقفة بدعوة من مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، ردًا على ما وصف بجريمة اقتحام نفذتها مجموعة تطلق على نفسها اسم "جنود الرب"، حيث قامت بكسر قفل البوابة الخارجية للكنيسة واقتحام ساحتها، وسط صراخ وفوضى، وقرع جرس الكنيسة، ورفع أعلامها على الأسوار بشكل استفزازي، في مشهد اعتُبر تدنيسًا لموقع ديني من أبرز رموز المسيحية الأرثوذكسية عالميًا.
وفي كلمته أمام الحضور، قال رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، المحامي بسيم عصفور، إن "هذا الاعتداء أسقط القناع المتبقي عن وجه هذه الجماعة"، محذرًا من أجندتها الدخيلة والغريبة عن المجتمع العربي في البلاد، وداعيًا الأهالي، لا سيّما الشباب، إلى توخي الحذر من محاولات الاختراق الفكري والديني التي تمثّلها هذه المجموعة.
وقد شارك في الوقفة رجال دين، وممثلون عن مؤسسات أهلية وشعبية، ووفود من خارج المدينة، في تعبير موحد عن الغضب والاستنكار لما حدث.
من جهتها، أصدرت اللجنة التنفيذية للمؤتمر الأرثوذكسي في البلاد بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه الاعتداء، محذّرة من محاولات بعض الجهات "المغرضة" لتأجيج الفتن الطائفية بحجج واهية ومفتعلة.
ودعت اللجنة إلى التصدي الجماعي لهذه المحاولات، مؤكدة أن هذه التصرفات "لا تمت للدين بصلة"، ومناشدة أبناء الناصرة وسائر أبناء الشعب الفلسطيني لإفشال هذه المخططات الانتهازية ومَن يقف خلفها.
وأكدت اللجنة دعمها الكامل للوقفة الشعبية، التي رأت فيها تعبيرًا أصيلًا عن وحدة المجتمع في وجه أي محاولة لزعزعة نسيجه أو المساس بمقدساته.
