في لقاء خاص مع "راديو الناس"، شارك السيد أحمد الهندي، أحد سكان شمال قطاع غزة، تفاصيل معاناة نازحي الحرب، في ظل تواصل الأمطار الغزيرة وتقلبات الطقس التي زادت من حجم المحنة الإنسانية.
بدأ السيد أحمد حديثه قائلاً: "نمر بظروف صعبة، صعبة جدًا، فالشتاء ينزل بغزارة من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، وعندما نعود إلى بيوتنا نجدها مغلقة، لذلك نضطر للعيش في خيام مهترئة، نعيش معها منذ ثلاث سنوات."
شهادة حية من شمال القطاع لراديو الناس عن معاناة النازحين في خيامهم المهدمة
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
08:27
وأضاف: "الخيام مهترئة ومتضررة، وعندما يهطل المطر نرفع أكفنا بالدعاء: يا رب لا تمطر علينا. فالأمر صعب جدًا على الأطفال الذين يعانون من البرد القارس، فالخيام لا تقي ولا تدفع البرودة."
وأشار إلى أن الأوضاع تزداد سوءًا قائلًا: "في الصيف نواجه الحرائق، وفي الشتاء الغرق بالمطر، والحمد لله رب العالمين على كل حال."
وفي إجابة عن سؤال عن مكان إقامته، أوضح السيد أحمد أنه يعيش في شمال غزة، وأضاف أن النزوح كان متكررًا ومتعدد المرات: "نزحت من الشمال إلى وسط غزة، ومن وسط غزة إلى رفح، ومن رفح إلى خان يونس، ومن هناك إلى دير البلح، ثم عدنا مجددًا، وتكرر النزوح عدة مرات."
وحكى عن صعوبة التنقل قائلاً: "أنا أخذت زوجتي وأطفالي الثلاثة، تتراوح أعمارهم بين ست سنوات وثلاثة أشهر، مشينا لمسافة تقارب 30 كيلومترًا سيرًا على الأقدام، أحمل طفلين وأمشي بهم، لم أسبق لي أن تكلمت مع أحد عبر الهاتف بهذا المعنى."
وعن بداية إعادة بناء الحياة بعد الخسائر قال: "عندما عدنا لأول مرة لم نجد بيوتنا، كل شيء ذهب من ملابس وفراش وأدوات، واضطررنا لشراء كل شيء من جديد لنتمكن من العيش."
وأشار إلى الصعوبات المستمرة مع المساعدات الإنسانية: "نحن لا نملك جهة رسمية نتوجه إليها مباشرة، يتم تزويدنا بروابط على الإنترنت لنقوم بالتسجيل كمستفيدين، لكن المساعدات ليست منظمة ولا تصل للجميع."
وأضاف معبرًا عن استيائه من توزيع المساعدات: "هناك من يحصل على الخيام والشوادر رغم أنهم لا يحتاجونها، ونحن نعيش في خيام غارقة، بينما الأطفال بلا ملابس شتوية والذكريات كلها ضاعت مع بيوتنا."
وحول الجهات الداعمة، أوضح: "المساعدات تأتي من مؤسسات مختلفة مدعومة من برنامج الأغذية العالمي، لكن لا توجد مراكز واضحة لتقديم الشكاوى أو متابعة الأمور."
وعن وضعه الحالي مع أسرته في الخيمة المغمورة بالمياه قال: "أنا وزوجتي وأطفالي نعيش في خيمة صغيرة جدًا لا تحتوي على فراش سوى بعض الحصائر القديمة، ولا توجد لدينا أغطية تدفئنا، نمضي الليالي متلاصقين لنحتمي من البرد."
وختم السيد أحمد حديثه بالدعاء والأمل: "نحمد الله على كل حال، وندعو أن يكون الفرج قريبًا، ونشكر كل من يتعاطف معنا ويدعمنا، ونسأل الله أن يكتب لنا الخلاص من هذه المحنة."