أقرت بلدية حيفا ميزانيات الدعم البلدي للجمعيات للعام 2025، والتي شملت نحو ثلاثين جمعية عربية تنشط في مجالات الثقافة والفنون والمسرح والتعليم والرياضة والرفاه والحركات الكشفية، وذلك رغم التقليصات العامة في الميزانيات البلدية.
وفي حديث مع "راديو الناس" ضمن برنامج غرفة الأخبار، قال عضو بلدية حيفا وعضو لجنة الدعم البلدي، رجا زعاترة: "نجحنا في الحفاظ على مستوى الدعم للجمعيات العربية، رغم محاولات تقليص الدعم أو منعه، خاصة عن بعض المسارح والجمعيات الثقافية". وأوضح أن مبلغ 550 ألف شيكل خُصّص لدعم الجمعيات الثقافية، منها 200 ألف لمسرح سرد، و350 ألفًا لعشر جمعيات أخرى، بينها جمعية الكرمل للموسيقى وفرقة سلمة.
رجا زعاترة: منعنا المحرضين من تخريب الدعم للجمعيات العربية
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
07:25
الفرق الرياضية
وأشار زعاترة إلى أن الدعم يشمل أيضًا مجالات الشباب والرياضة، مثل فرق الأخوة حيفا وشباب حيفا وكشافة الموارنة والشبيبة العاملة وأجيال، بالإضافة إلى جمعيات نسوية عربية ويهودية حصلت على 300 ألف شيكل من أصل 470 ألفًا خُصصت للجمعيات النسائية في المدينة.
وأضاف: "خصصنا نحو 1.62 مليون شيكل كدعم مباشر يُحوّل إلى حسابات الجمعيات، إلى جانب أنشطة ومشاريع مشتركة بالتعاون مع أقسام البلدية المختلفة مثل مركز بيت الكرمة ومديرية المساواة، بهدف تقديم خدمات ثقافية وتربوية أفضل لأبناء المجتمع العربي في حيفا". وأوضح أن بعض الجمعيات التي لم تحصل على دعم قد تكون لم تستوفِ المعايير، داعيًا جميع الجمعيات للتواصل مع البلدية لتحصيل حقوقها.
وحول الخطوات المستقبلية، أشار زعاترة إلى أهمية إنشاء صندوق دعم للجمعيات، وأكد استمرار العمل على تمويل مخيمات صيفية في المدارس الأهلية في المدينة، وتنظيم أيام رياضية وأنشطة ثقافية وتربوية متعددة.
الفنان أيمن نحاس: "الدعم البلدي ضروري لبقاء المسرح لكنه لا يكفي"
بدوره، تحدّث الفنان أيمن نحاس، المدير الفني لمسرح "سرد"، عن أهمية الدعم الذي تلقاه المسرح هذا العام، مؤكدًا أن "أي دعم مادي، في ظل الوضع الراهن، هو ضروري، وخاصة في قطاع المسرح الذي تلقّى ضربات متتالية منذ أزمة كورونا".
نحاس: "الدعم البلدي ضروري لبقاء المسرح لكنه لا يكفي"
غرفة الأخبار مع عفاف شيني
06:40
وقال نحاس إن ميزانية المسرح كانت في الماضي خمسة أضعاف ما يحصل عليه اليوم من البلدية، مضيفًا: "رغم جهود أعضاء البلدية العرب، لا يزال الدعم غير كافٍ، فالمصاريف الثابتة مثل الإيجار والصيانة والضرائب تشكل عبئًا ثقيلًا".
وأشار إلى أن الظروف الأمنية والسياسية الراهنة أثّرت أيضًا على الحضور الجماهيري والإيرادات، مضيفًا: "رغم كل التحديات، نحن مستمرون. لدينا عروض أسبوعية، وورش فنية، ومخيمات صيفية بالتعاون مع مؤسسات مختلفة. نحاول بناء حالة ثقافية حقيقية رغم الصعوبات".
وختم نحاس بالقول: "المسرح يبقى المكان الوحيد الذي يمنح الجمهور تجربة إنسانية مباشرة وجماعية، تختلف عن كل ما تقدمه الشاشات. ومن هنا تأتي أهمية الاستمرار، رغم كل شيء".
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتقليصات العامة، تمكنت بلدية حيفا من تثبيت مستوى الدعم للجمعيات العربية، مما يعكس التزامًا بالحفاظ على النشاط الثقافي والاجتماعي في المدينة، وسط مطالبات بتوسيع الدعم وضمان استدامته في السنوات القادمة.