كشف تحقيق داخلي لجهاز الشاباك عن سلسلة من الإخفاقات التي أدت إلى الفشل في التنبؤ والتصدي لهجوم 7 أكتوبر. وأوضح التقرير أن الشاباك لم يعتبر التهديد المحتمل من حركة حماس تهديدًا استراتيجيًا، بل تم التعامل معه ضمن نطاق المواجهات المتكررة في الضفة الغربية. وأشار التحقيق إلى أن الجهاز لم يتعامل مع المعلومات الاستخباراتية المتوفرة بشأن "عملية طوفان الأقصى" كتهديد عسكري جدي.
أبرز الإخفاقات التي كشفها تحقيق الشاباك
- عدم اعتبار خطة الهجوم تهديدًا عسكريًا جادًا: رغم حصول الشاباك على معلومات استخباراتية منذ عامي 2018 و2022 حول خطط حماس لهجوم موسع، لم يتم التعامل معها على أنها تهديد يستدعي إجراءات وقائية مشددة.
- سوء تحليل المعلومات الاستخباراتية: لم يتم ربط "المؤشرات التحذيرية الضعيفة" التي ظهرت منذ صيف 2023 بالهجوم الوشيك، ما أدى إلى فقدان فرصة لاتخاذ تدابير احترازية مناسبة.
- عدم التنسيق بين الأجهزة الأمنية: ليلة 6 أكتوبر، فشل الشاباك في تبادل المعلومات بشكل فعال مع الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى عدم اتخاذ إجراءات استباقية حاسمة.
- الثقة المفرطة بالسياج الأمني: اعتمدت الأجهزة الأمنية بشكل مفرط على الحاجز الأمني، وافترضت أنه قادر على منع أي اختراق، دون النظر إلى إمكانية تخطيه بوسائل جديدة.
- تجاهل تصاعد نشاط حماس العسكري: رغم تزايد نشاط حماس العسكري وتطور قدراتها منذ 2021، لم يتم اتخاذ إجراءات استباقية كافية، واستمرت إسرائيل في سياسة "الاحتواء" بدلاً من العمل على إحباط مخططات الحركة.
- فشل أنظمة التحذير المبكر: لم يتم استخدام نموذج التحذير الاستخباراتي الذي تم تحديثه قبل شهرين من الهجوم، ما أدى إلى غياب أي إنذار مسبق حول حجم الهجوم ونطاقه.
- ضعف آليات جمع المعلومات داخل غزة: نتيجة لتقييد حرية حركة الشاباك في القطاع خلال السنوات الماضية، تراجعت قدرة الجهاز على جمع المعلومات الميدانية الدقيقة، مما أثر على فهمه لطبيعة التحركات العسكرية لحماس.
- سوء تقدير نوايا حماس: اعتقد الشاباك أن حركة حماس كانت تركز على تأجيج الأوضاع في الضفة الغربية، ولم يدرك أنها انتقلت إلى مرحلة التخطيط لشن هجوم واسع عبر الحدود.
تحقيقات الشاباك: الحكومة تجاهلت التحذيرات ورفضت استهداف قادة حماس
وجاء في تحقيقات الشاباك أن سياسة "الاحتواء" التي انتهجتها الحكومة الإسرائيلية، إلى جانب السماح بتدفق الأموال القطرية إلى غزة، كانت من العوامل الأساسية التي مكنت حماس من تعزيز قدراتها العسكرية وصولًا إلى هجوم 7 أكتوبر. وأكد التقرير أن الشاباك حذر مرارًا من أن سياسة "الهدوء مقابل المال" سمحت للحركة ببناء قوتها المسلحة، لكن هذه التحذيرات لم تُترجم إلى خطوات عملية.
رفض التوصيات الأمنية باستهداف قادة حماس
بحسب التحقيق، أوصى الشاباك مرارًا بالانتقال إلى سياسة استباقية تشمل تصفية قيادات بارزة في حماس، لكن هذه التوصيات قوبلت بالرفض من قبل المستوى السياسي، الذي فضل تجنب التصعيد. وأكد التقرير أن الحكومة كانت على علم بأن نتائج معركة "حارس الأسوار" عام 2021 عززت مكانة حماس، ورغم ذلك استمرت في التعامل معها كطرف يمكن "احتواؤه"، متجاهلة التحذيرات المتكررة من تزايد قوة الحركة واستعدادها لعمل عسكري واسع.
تحذيرات قبل الهجوم تجاهلتها الحكومة
أوضح التقرير أن الشاباك قدم تحذيرات للقيادة السياسية قبل شهر من الهجوم، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمر بفترة عدم استقرار أمني بسبب تزايد الانقسامات الداخلية والاضطرابات في المسجد الأقصى. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أي إجراءات لتعزيز الردع أو توجيه ضربات استباقية لحماس، ما أدى إلى غياب الجهوزية لمواجهة هجوم بهذا الحجم.
محاولات لإصلاح الفشل الأمني
أكد التقرير أن هناك حاجة إلى إعادة هيكلة أساليب الاستخبارات والإنذار المبكر في الشاباك، وشدد على ضرورة تعزيز التعاون مع الجيش الإسرائيلي لمعالجة الفجوات في جمع المعلومات وتفسيرها. كما أقر رئيس الجهاز بالمسؤولية عن الفشل، مشيرًا إلى أن الشاباك لم يتمكن من منع الهجوم، لكنه يسعى لاستخلاص الدروس لمنع تكرار مثل هذه الإخفاقات في المستقبل.
نتنياهو يهاجم: رئيس الشاباك فشل تمامًا والتحقيق لا يجيب على أي سؤال
هاجمت رئاسة الوزراء الإسرائيلية تقرير التحقيق الذي أجراه جهاز الشاباك حول أحداث 7 أكتوبر، معتبرة أنه لا يجيب على أي من الأسئلة الجوهرية.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن رئيس الشاباك، رونين بار، قدّم "تحقيقًا" لا يعالج الأسئلة الحقيقية، مضيفًا أن النتائج لا تعكس حجم الفشل والإخفاق الذي شهده الجهاز خلال الأحداث.
واتهم البيان رئيس الشاباك بالفشل في التعامل مع تهديدات حماس بشكل عام، ومع هجوم 7 أكتوبر بشكل خاص. كما شدد على أن بار لم يتخذ القرار "الأساسي والمتوقع" بإيقاظ رئيس الوزراء خلال الهجوم الليلي، وهو ما اعتبرته مكتب نتنياهو تقصيرًا إضافيًا.