دراسة عالمية: زيادة في الاكتئاب وتراجع السعادة لدى الجيل الشاب

راسة عالمية حديثة تظهر أن فئة الشباب البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً يعانون من تراجع ملحوظ في مستويات السعادة والرفاهية

راديو الناس|
1 عرض المعرض
مشهد عام من مدينة الاسكندرية في مصر
مشهد عام من مدينة الاسكندرية في مصر
مشهد عام من مدينة الاسكندرية في مصر
( Melanie Fidler /Flash90)
في وقت يسعى فيه الناس حول العالم لتحقيق السعادة بوسائل مختلفة، أظهرت دراسة عالمية حديثة أن فئة الشباب البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، يعانون من تراجع ملحوظ في مستويات السعادة والرفاهية مقارنةً بالماضي.
وتبدو نتائج الدراسة صادمة في ظل الثورة الرقمية وانتشار الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، التي من المفترض أن تسهّل الحياة وتعزز الرفاهية، لكنها على ما يبدو لم تنعكس إيجاباً على الصحة النفسية للشباب.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الدراسة التي أعدها باحثون من جامعتي هارفرد وبايلور، شملت أكثر من 200 ألف مشارك من 20 دولة، وكشفت عن أن الشباب يواجهون مشكلات عقلية وجسدية متزايدة، إلى جانب صعوبة في إيجاد معنى لحياتهم وبناء علاقات اجتماعية متينة.
وأظهرت البيانات أن مستويات القلق والاكتئاب بين الشباب مرتفعة، بينما المشاركة في الأنشطة الاجتماعية في تراجع، ما يجعل رفاهيتهم أدنى من المتوسط العالمي.
وأشار تقرير صادر عن كلية التعليم في جامعة هارفرد عام 2023 إلى أن الشباب في الولايات المتحدة تحديداً يعانون من مشاكل نفسية أكبر مقارنة بالمراهقين، ما يعكس اتساع الفجوة بين أجيال الشباب وكبار السن من حيث الشعور بالازدهار.
ورغم هذا التراجع، فإن بعض الدول سجلت أنماطاً مختلفة؛ ففي بولندا وتنزانيا انخفضت مستويات الرفاهية مع التقدم في العمر، في حين احتفظت دول مثل اليابان وكينيا بالنمط التقليدي، حيث تزداد السعادة في مرحلتي الشباب والشيخوخة.
وعزا الباحثون هذا التدهور في رفاهية الشباب إلى العزلة الاجتماعية، والانشغال المفرط بالأجهزة الذكية، وضغوط المجتمع نحو الكمال. وقالت لوري سانتوس، أستاذة علم النفس في جامعة ييل: "العلاقات الاجتماعية أساسية للسعادة، والشباب باتوا يقضون وقتاً أقل مع أصدقائهم مقارنة بما كانوا عليه قبل عشر سنوات".
من جهته، قال تايلر فاندروايل، الباحث الرئيسي ومدير برنامج الازدهار البشري في جامعة هارفرد، إن النتائج تطرح سؤالاً مهماً: هل تستثمر المجتمعات بشكل كافٍ في رفاهية الشباب؟.
في السياق نفسه، أكدت إميليانا سيمون-توماس، مديرة مركز العلوم من أجل الخير العام بجامعة كاليفورنيا، أن "رفاهيتنا مترابطة، ولا يمكن لأي فرد أن يكون سعيداً بمعزل عن الآخرين".