الجيش الإسرائيلي مستمر بشنّ هجمات واسعة جنوب لبنان
واصل الجيش الإسرائيلي اليوم (الخميس) استهداف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، في ظل ما وصفه بمحاولات التنظيم إعادة بناء قدراته. وشهدت المنطقة جولة غير اعتيادية من الغارات استمرت لساعات.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، أفيخاي أدرعي، أنه اعتبارًا من الساعة 15:00 أصدر الجيش تحذيرات إخلاء غير مسبوقة منذ 18 سبتمبر، شملت خمس قرى في جنوب لبنان: الطيبة، عيتا الجبل، طير دبا، زوطر الشرقية، ودونين.
وجاء في التحذيرات أن الجيش "سيهاجم قريبًا لمواجهة محاولات حزب الله إعادة ترميم قدراته"، ودعا السكان في المناطق المحددة باللون الأحمر على الخرائط إلى إخلائها فورًا.
3 عرض المعرض


الجيش الإسرائيلي يشنّ هجمات واسعة جنوب لبنان
(وفق البند 27 أ من قانون الحقوق الأدبية (2007))
غارات واسعة على خمس قرى جنوبية
وبعد التحذيرات مباشرة، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي موجة غارات موسعة ضد أهداف لحزب الله داخل القرى المذكورة. وقال الجيش إن حجم الهجمات كان أكبر من المعتاد.
وقال وزارة الصحة اللبنانية إن شخصًا واحدًا أصيب في غارة على قرية طير دبا. وفي أحد القنوات اللبنانية المحسوبة على حزب الله، كُتب خلال القصف: "خيارنا يبقى المقاومة". كما أفادت تقارير لبنانية بأن عدة مدارس خاصة في النبطية وصور أعلنت تعطيل الدوام غدًا بسبب التوترات.
استهداف بطائرة مسيّرة قرب صور
وسبق هذه الغارات هجوم بطائرة مسيّرة استهدف عناصر من حزب الله كانوا يتحركون ضمن "بنية تابعة لوحدة البناء" قرب مدينة صور. ووفق وسائل إعلام عربية، أدى الهجوم على مجمع صناعي (يضم "مصانع حديد ونشارة") إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين.
الجيش الإسرائيلي: سنزيل أي تهديد
وقال الجيش الإسرائيلي في بيانه إن نشاط عناصر حزب الله في تلك البنية يشكّل "خرقًا للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدًا أن الجيش "سيواصل العمل لإزالة أي تهديد يمس أراضي دولة إسرائيل".
حزب الله يرفض المفاوضات مع إسرائيل
وفي وقت سابق، أعلن حزب الله، اليوم الخميس، رفضه الدخول في أي مفاوضات مع إسرائيل، رغم التزامه بوقف إطلاق النار، وذلك وسط تصاعد المخاوف في لبنان من احتمال تجدّد المواجهة العسكرية دون التوصل إلى حل نهائي لقضية سلاح الحزب.
وجاء في بيان وجّهه الحزب إلى القيادة اللبنانية أنّ "من حقنا المشروع مقاومة الاحتلال والعدوان، والوقوف إلى جانب جيشنا وشعبنا في الدفاع عن سيادة الوطن في وجه عدوّ يفرض الحرب على أرضنا، ولا يوقف اعتداءاته، ويحاول إخضاع بلادنا".
وفي سياق متصل، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي اليوم سلسلة غارات "غير اعتيادية" على أهداف داخل الأراضي اللبنانية. وأفادت مصادر إسرائيلية أنّ سكان الجليل وشمال الجولان تلقّوا إشعارات بشأن تنفيذ الهجمات، في إطار ما وصف بـ"جهود إنفاذ الأمن"، دون تغيير في تعليمات الجبهة الداخلية.
في لبنان، أفادت مصادر محلية أن قصفا اسرائيليا على مصنع للحديد والخشب أدى الى مقتل شخص وإصابة آخرين. وذكرت المصادر أن إسرائيل شنت سلسلة من عمليات القصف على مناطق متفرقة في لبنان، في ظل تصعيد في حالة التوتر بين الجانبين.
قرار بـ"حصر السلاح" في لبنان
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت في وقت سابق من العام الجاري قرارًا تاريخيًا يقضي بحصر السلاح بيد الدولة، في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة قبل نحو عام. ومع ذلك، أبدى الجيش اللبناني تحفظه من الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب الله، واقتصر نشاطه حتى الآن على تفكيك بعض البنى التحتية للحزب جنوب نهر الليطاني.
واتهمت بيروت إسرائيل بإفشال الاتفاق عبر استمرارها في تنفيذ غارات شبه يومية على مواقع تابعة لحزب الله وفصائل مسلّحة أخرى. وفي المقابل، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية قولها إنّ الحزب المدعوم من إيران "يعمل على إعادة تسليحه وترميم قدراته التي تضررت بشدة خلال الحرب الأخيرة"، محذرين من أنّ "صبر إسرائيل بدأ ينفد".
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد أمر الأسبوع الماضي الجيش بالرد على أي توغل إسرائيلي في جنوب البلاد، وذلك عقب عملية توغّل أسفرت عن مقتل موظف بلدي. ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتفظ بخمسة مواقع في جنوب لبنان قرب الحدود، ويرفض الانسحاب منها إلى حين استكمال عملية نزع سلاح حزب الله.




