في محادثات جرت بين مكتب رئيس الوزراء والبيت الأبيض قبل الأحداث في رفح، ضغط مستشارو ترامب على إسرائيل لعدم الرد بشكل حاد على تأخر حركة حماس في إعادة رفات المخطوفين، بحسب ما أفاد به مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون اليوم (الثلاثاء) للقناة الإسرائيلية 12.
والآن، ووفق تقرير لوكالة رويترز، وجّه نائب رئيس الولايات المتحدة جي. دي. فانس تهديدًا حازمًا للحركة: "إذا هاجمت حماس أو جهة أخرى في غزة جنديًا إسرائيليًا، نتوقع أن ترد إسرائيل".
فيديو إسرائيلي حول "تمثيلية" حماس
كان لدى الأمريكيين مخاوف من أن أي ردٍ إسرائيلي عنيف — كاستئناف الغارات أو السيطرة مجددًا على مناطق انسحب منها الجيش الإسرائيلي — قد يؤدي إلى تفجير الاتفاق. ورأى الأمريكيون أنه ينبغي التحرك بطريقة أكثر تكتيكية لزيادة الضغوط على حماس لإعادة رفات المختطفين.
أبلغ مسؤولون إسرائيليون أن، إلى جانب الادعاء بأن حماس نقلت إلى إسرائيل رفات مختطف سبق وأن أعيدت إلى الجيش الإسرائيلي قبل أكثر من عام، رأت إسرائيل باستياء محاولة حماس تمثيل العثور على جثة مختطف.
ونقلت إسرائيل اليوم الثلاثاء الفيديو الكامل للحادث إلى مستشاري الرئيس ترامب ووكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وادعت أن الفيلم يمثل دليلاً واضحًا على خروقات حماس للاتفاق، لأن الحركة لا تبذل كل الجهود لإعادة رفات المخطوفين.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن البيت الأبيض تعامل في البداية مع الفيديو بتشكيك، ولم يرَ فيه "مسدسًا مدخنًا" يثبت الخرق، واعتبروا أن سلوك حماس بشأن إعادة الرفات لا يشكل بالضرورة انتهاكًا يبرر ردًا إسرائيليًا قاسٍ.
خلف الكواليس
وبحيب القناة 12، خلال المحادثات التي جرت قبل تفجير رفح، حثّ مستشارو ترامب نتنياهو على تجنّب رد كبير قد يزعزع وقف إطلاق النار. وبدلًا من ذلك، اقترحوا أن يمنح ترامب لحماس إنذارًا نهائيًا وأقوى لإعادة الرفات التي ثَمَّت معلومات عن مكانها، خلال أيام قليلة.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن البيت الأبيض أبلغ أنه إذا لم تُنَفَّذ إعادة الرفات بعد هذا الإنذار الجديد، فستُمنح إسرائيل الضوء الأخضر للسيطرة على أراضٍ في غزة والقيام بإجراءات إضافية لزيادة الضغط على حماس.
وبعد المحادثات مع الأميركيين، وقبل تفجير رفح، عقد نتنياهو أولى جلسات التشاور مع قادة الأجهزة الأمنية، حيث أوصى الجيش بالسيطرة مجددًا على مناطق في غزة وشن غارات، بحسب مسؤولين إسرائيليين.
غير أن نتنياهو لم يتخذ قرارًا نهائيًا، وشدّد في ختام ذلك الاجتماع على ضرورة التشاور مع الأمريكيين لمعرفة ما هو المسموح لإسرائيل القيام به. وفي الوقت نفسه، سعى نتنياهو للتواصل مع الرئيس ترامب الذي كان في زيارة رسمية لليابان، محاولًا تنسيق الحركات معه.
وأشات القناة الاسرائيلية الى أنّ التفجير في رفح غير كل شيء؛ فقد دعا نتنياهو إلى اجتماع ثانٍ ضمّ أيضاً المجلس الوزاري المصغّر واتخذ قرارًا بشن غارات فورية على قطاع غزة.
ماذا بعد؟
قال مسؤول إسرائيلي إن الضربات في غزة لن تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار، بل ستساعد في تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. وأضاف المسؤول: "حماس الآن تلعب ألعابًا. يضحكون علينا وعلى الأميركيين. يجب أن تخاف حماس من عودة الحرب، وما نفعله الآن قد يكون فعّالاً".
وأوضحت القناة 12 أنّ نتنياهو يرغب في اتخاذ خطوات إضافية ردًا على خروقات حماس. ومسألة تحريك "الخط الأصفر" والسيطرة على مناطق انسحب منها الجيش الإسرائيلي لا تزال مطروحة على الطاولة، وتُجرى محادثات بهذا الخصوص مع الولايات المتحدة.
حماس تنفي خرق الاتفاق
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس أنها قررت تأجيل تسليم الجثة التي أعلنت العثور عليها بسبب التصعيد الإسرائيلي. وأوضحت القسّام أنّ "أي تصعيد صهيوني سيعوق عمليات البحث والحفر وانتشال الجثث وسيؤدي لتأخير استعادة الاحتلال جثث قتلاه.
وأعلنت القسام في وقت لاحق من مساء اليوم أنها تمكنت من انتشال جثتي الرهينتين "أميرام كوبر" و "ساهر باروخ" خلال عمليات البحث التي جرت اليوم.
وأصدرت حركة حماس بيانًا نفت فيه أي علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، مؤكدة “التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار”، ودعت الوسطاء والجهات الضامنة إلى تحمّل مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وممارساتها التضليلية.




