كيف تحولت ألبانيا إلى وجهة سفر رئيسية للإسرائيليين

ارتفاع كبير في إقبال الإسرائيليين على السفر للخارج هذا العام لأول مرة منذ تفجر أحداث 7 أكتوبر وألبانيا أصبحت وجهة مفاجئة للسفر

1 عرض المعرض
مطار بن غوريون
مطار بن غوريون
مطار بن غوريون
(فلاش 90)
في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة وعلى جبهات أخرى خلال العام الأخير، يبدو أن السائح الإسرائيلي مصمم أكثر على الخروج في عطلة إلى الخارج، متجاوزًا بذلك أزمة الطيران الحادة التي شهدتها البلاد. وكشفت بيانات مثيرة للاهتمام خلال مؤتمر السياحة السنوي الذي نظمته شركة "غوغل" عن توجهات الإسرائيليين السياحية في النصف الأول من عام 2025.
بحسب المعطيات، احتل الإسرائيليون المرتبة الثامنة عالميًا في تصنيف الدول الأكثر بحثًا عن عطلات، بعدما تراجعوا إلى المرتبة 27 في أعقاب هجوم 7 أكتوبر. وقد أظهرت نتائج البحث أن هناك اهتمامًا متزايدًا بالعطلات الاقتصادية، إذ سُجل ارتفاع بنسبة 750% في عمليات البحث عن "شقق عطلات" مقارنة بالعام الماضي.
كما سجلت العطلات داخل إسرائيل ارتفاعًا ملحوظًا في ظل إغلاق الأجواء الجوية وإلغاء العديد من الرحلات من قبل شركات طيران أجنبية. البحث عن عطلة في بحيرة طبريا شهد زيادة بنسبة 120%، بينما سجلت مدينة عكا ارتفاعًا بنسبة 80%.
وأظهر الإسرائيليون رغبة متزايدة في السفر خلال شهر حزيران/يونيو، مع قفزة في عمليات البحث بنسبة 400% مقارنة بالعام الماضي، في محاولة للاستمتاع بإجازة صيفية بعيدًا عن الأسعار المرتفعة في شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس.
رغم تصاعد الأحداث المعادية للإسرائيليين حول العالم بسبب الحرب، إلا أن ذلك لم يردع الرغبة في السفر. بل على العكس، ارتفعت عمليات البحث عن عبارات مثل "الدولة الأقل معاداة للسامية في أوروبا" و"كيف نحذر الأطفال من معاداة السامية في الخارج" بنسبة تفوق 5000% مقارنة بالعام الماضي.
ومن بين الوجهات التي تصدرت عمليات البحث من حيث الأمان أو مستوى معاداة السامية: تايلاند، اليونان، بريطانيا، براغ، فيينا، مدريد، الصين وكوستاريكا.

اتجاهات جديدة ووجهات مفاجئة

من حيث توقيت العطلات، تصدرت براغ قائمة الوجهات المفضلة خلال عيدي الحانوكا والكريسماس، بينما بقيت نيويورك وبانكوك من بين أكثر الوجهات البعيدة شعبية في الأعياد الكبرى مثل رأس السنة العبرية، الحانوكا والفصح اليهودي، إلى جانب طوكيو. أما أثينا فقد باتت الوجهة الأقرب المفضلة للإسرائيليين.
ومن اللافت غياب باريس عن المراتب العشر الأولى، بعد أن كانت دائمًا ضمن الوجهات الأكثر شعبية لدى السياح الإسرائيليين.
وجهة مفاجئة صعدت بسرعة هي ألبانيا، التي شهدت زيادة بنسبة تفوق 500% في عدد عمليات البحث. وأصبحت الوجهة "الساخنة" لصيف 2025، بفضل الرحلات المباشرة، الأسعار الزهيدة، والدعم العلني من ألبانيا لإسرائيل منذ بدء الحرب. تجذب ألبانيا اليوم الأزواج، المجموعات، والعائلات.
ما فات بحث غوغل أيضا، هي أن ألبانيا، هي إحدى الدول الأوروبية ذات غالبية إسلامية، ومع أسعارها المنخفضة أصبحت هذا العام وجهة رئيسية للمواطنين العرب في إسرائيل، لسهولة البحث عن مأكولات لا تخالف الشريعة الإسلامية، وهي احتلت المرتبة الأولى لوجهات الباحثين عن سياحة في أوروبا بين المواطنين العرب في إسرائيل

الذكاء الاصطناعي يدخل عالم السياحة الإسرائيلية

مؤشر لافت آخر هو تنامي استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في تخطيط الرحلات، إذ ارتفع بنسبة 75% في إسرائيل مقارنة بالعام الماضي، مقابل 60% في المعدل العالمي. ويستخدم السياح الإسرائيليون أدوات مثل "Gemini" من غوغل لتحديد نوع العطلة المثالية، البحث عن فنادق، رحلات جوية بأسعار مخفضة، وتنظيم جدول زمني للفعاليات والأنشطة بناءً على الموقع والميزانية والتفضيلات الشخصية.
تشير هذه البيانات إلى أن رغم التحديات الأمنية والسياسية، لا يزال الإسرائيليون يواصلون التطلع إلى الاستجمام والاستكشاف – وإن كان بأساليب أكثر وعيًا ومن خلال استخدام أدوات تكنولوجية.
First published: 07:57, 15.07.25