كشف ثلاثة مصادر استخباراتية لموقع "سيحا مكوميت" أن الجيش الإسرائيلي أنشأ بعد 7 أكتوبر 2023 وحدة خاصة تُعرف باسم "خلية الشرعنة"، عملت على جمع معلومات عن صحافيين في غزة يمكن تصويرهم كعناصر في حركة حماس، بهدف تبرير استهدافهم وتقليص الانتقادات الدولية لقتلهم. وأوضحت المصادر أن هذه الجهود لم تكن لدواعٍ أمنية مباشرة، وإنما لخدمة الدعاية الإسرائيلية وتلميع صورتها.
بحسب المصادر، فإن جهد فريق "خلية الشرعنة" للعثور على صحافي يُزعم أنه ناشط في حماس لم ينبع إطلاقًا من أسباب أمنية، بل من أسباب مرتبطة بالدعاية الإسرائيلية وصورة إسرائيل. وقال أحد المصادر موضحًا: "هو (الصحافي) يشوّه سمعتنا في العالم، وهذا يرتكز على دافع عاطفي قوي: أنتم [في العالم] تصدقون هؤلاء الصحافيين التابعين لحماس؟ هاكم الدليل".
نشاطات الوحدة وأهدافها
بحسب المصادر، كانت مهمة الوحدة تشمل تحديد مواقع يُزعم أن حماس تستخدمها عسكريًا، مثل المدارس والمستشفيات، إضافة إلى رصد إطلاقات صاروخية فاشلة تتسبب بضحايا مدنيين. كما كانت تُكلف بإيجاد معلومات يمكن "رفع السرية عنها" ونشرها إعلاميًا لمواجهة حملات انتقاد إسرائيل، بناءً على توجيه من المستوى السياسي.
استهداف أنس الشريف وحملات التشويه
التقرير أشار إلى أن الوحدة لعبت دورًا في استهداف الصحافي في "الجزيرة" أنس الشريف، الذي قُتل في غارة إسرائيلية في أغسطس 2025. قبل شهرين من اغتياله، نشر عسكريون إسرائيليون، بينهم المتحدث باسم الجيش بالعربية، مقاطع اتهام له بالمشاركة في "حملات تضليل"، وهو ما اعتبرته منظمات دولية، مثل "لجنة حماية الصحافيين"، تهديدًا مباشرًا لحياته.
اتهامات بدون أدلة حاسمة
المصادر قالت إن في حالات عديدة، بينها مقتل الصحافي إسماعيل الغول، تم عرض وثائق قديمة أو غير دقيقة للإيحاء بانتماء الضحايا لحماس، رغم عدم وجود أدلة على نشاطهم العسكري خلال الحرب. وأضافت أن تفسيرات مغلوطة للمعلومات الاستخباراتية كانت تُستخدم لصياغة روايات تخدم الخطاب الإعلامي الإسرائيلي.
البعد الدعائي والضغط الدولي
أحد المصادر أوضح أن المعلومات التي كانت تجمعها الوحدة تُرسل أحيانًا إلى الجانب الأميركي لدعم الموقف الإسرائيلي في المحافل الدولية، ومنع ضغوط لوقف إمدادات السلاح. كما أشار إلى دور الوحدة في قضية قصف مستشفى الأهلي، حيث نُشر تسجيل منسوب لمحادثة بين عناصر من حماس لإثبات أن الانفجار ناجم عن إطلاق فاشل، رغم الجدل الدولي حول صحة هذا الادعاء.