طوّر باحثون من الجامعة العبرية في القدس تقنية جديدة قادرة على رصد مرض "ذبول الفيوزاريوم"، وهو أحد أبرز الأمراض الفطرية التي قد تلحق أضرارًا جسيمة بمحاصيل البندورة عالميًا. وتتميّز التقنية بقدرتها على اكتشاف الإصابة قبل ظهور الأعراض الظاهرة على النبتة، من خلال مراقبة نمط استخدام النبات للماء، وتحديدًا من خلال تتبّع معدّل تبخّر المياه من الأوراق.
اعتمدت الدراسة على تكنولوجيا متقدّمة تُعرف باسم "ليزيمتر"، تمكّن من قياس كمية الماء التي تفقدها النبتة بشكل متواصل. وأظهرت النتائج أنّ انخفاضًا طفيفًا في معدّل التبخر قد يكون مؤشرًا مبكرًا لبداية العدوى، الأمر الذي يمنح المزارعين فرصة للتدخّل السريع قبل تفشي المرض وتلف المحصول.
إمكانية التطبيق على محاصيل أخرى
أهمية هذه التقنية تكمن أيضًا في أنها لا تتطلّب أدوات معقّدة أو إجراءات تضرّ بالنبتة، إذ تقوم فقط على مراقبة سلوكها المائي الطبيعي. كما أثبتت التجارب إمكانية تطبيق التقنية على محاصيل أخرى؛ إذ نجح الباحثون في رصد مرض "اللفحة المتأخرة" في نبتة البطاطا عبر الآلية نفسها.
البندورة المقاومة والقراءة البيئية للفطر
البروفيسور مناحيم موشيليون، أحد المشرفين على الدراسة، أشار إلى أنّ الابتكار قد يُحدث تحولًا كبيرًا في الزراعة، إذ يساعد أيضًا على تحليل "شراسة" الفطر المسبّب للمرض، ومدى حساسية كلّ صنف من البندورة تجاهه. هذا الفهم يسمح للمزارعين باتخاذ قرارات مبكرة حول التدخّل واختيار الأصناف المقاومة، بما يخفف من حجم الخسائر المحتملة.