شهدت مدينة كفر قاسم أمس عقد مراسم صلح واسعة بين عائلتي أبو غانم وشعبان من مدينة اللد، وذلك بعد نزاع دموي استمر سنوات وأسفر عن مقتل ستة أشخاص، ما دفع وجهاء المجتمع العربي ورجال الإصلاح للتدخل من أجل وضع حد لهذا الصراع المؤلم.
أبو صعلوك:النزاعات في المجتمع العربي غالبًا ما تنشأ من "كبرياء زائف
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
06:57
حضور جماهيري واسع وأجواء مؤثرة
المبادرة إلى الصلح جاءت من خميس أبو صعلوك (أبو يحيى) من كفر قاسم، الذي استضاف المراسم في منزله، حيث حضر نحو 400 شخص من وجهاء وعائلات مختلفة. وأكد أبو صعلوك في حديث خاص لراديو الناس أن الأجواء كانت إيجابية للغاية، وأن العائلتين أبدتا رغبة صادقة بإنهاء الخلاف، مضيفًا:"الناس تعانقت وتصافحت، وكان الجميع متعطشًا للصلح، فقد تعبوا من الدماء والمشاكل".
خلفية النزاع وجهود الإصلاح
بحسب أبو صعلوك، فإن الخلافات بين العائلتين بدأت "من أمور بسيطة وشبابية" لكنها تطورت إلى مواجهات دامية أودت بحياة ستة أشخاص. وأوضح أن جهود الإصلاح لم تكن سهلة، فقد تطلبت وقتًا طويلًا لإقناع الأطراف، لكن الإرادة الحقيقية لدى العائلتين لإنهاء النزاع كانت العامل الحاسم في التوصل إلى اتفاق.
وأشار إلى أن رجال الإصلاح لعبوا دور الوسيط، إلا أن القرار النهائي كان بيد العائلتين، اللتين أبدتا قناعة تامة بضرورة طي صفحة الماضي.
تحديات الالتزام بالصلح
وحول التحديات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالتزام شباب العائلتين بالاتفاق، قال أبو صعلوك:"أي صلح لا ينجح إلا إذا التزم به الشباب واستمعوا إلى كبارهم. لذلك نحن نضع شروطًا وضمانات وكفلاء لتثبيت العهود، حتى لا تعود الخلافات مجددًا".
وأضاف أن مسؤولية رجال الإصلاح لا تقتصر على إتمام الصلح فحسب، بل تمتد لمتابعة الالتزامات وضمان احترام الاتفاق من قبل جميع الأطراف.
أبعاد اجتماعية ورسالة أمل
اختتم أبو صعلوك بالتأكيد على أن النزاعات في المجتمع العربي غالبًا ما تنشأ من "كبرياء زائف وأسباب تافهة"، لكنها تنتهي بضحايا ودموع وأيتام وأرامل، مشددًا على ضرورة وعي الشباب بخطورة العنف وأهمية الالتزام بكلمة كبار العائلات.
وختم حديثه بالقول:"نأمل أن تكون هذه الصلحة نموذجًا يحتذى به، ليس في اللد وحدها، بل في كل بلداتنا العربية، حتى نتوقف عن إراقة الدماء ونعود إلى طريق الصواب".
الصلح الذي عُقد في كفر قاسم يُعد خطوة مهمة نحو رأب الصدع وإنهاء أحد النزاعات الأكثر دموية في مدينة اللد، ويشكل بارقة أمل لإمكانية تعميم نموذج الإصلاح الأهلي على نزاعات أخرى تهدد السلم المجتمعي في البلدات العربية.
