الرئيس عباس: "عفو عام عن مفصولي فتح وإعادة هيكلة القيادة الفلسطينية"

يتوقع أن تسفر القمة عن قرارات حاسمة بشأن دعم غزة سياسيًا وإنسانيًا، إضافة إلى موقف عربي موحد لرفض مشاريع التهجير 

راديو الناس|
انطلقت، اليوم الثلاثاء، القمة العربية الطارئة في العاصمة الإدارية الجديدة شرقي القاهرة، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وذلك لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية، مع التركيز على خطة إعادة إعمار غزة ورفض أي مقترحات تتعلق بتهجير سكان القطاع.
وتأتي هذه القمة استجابةً لطلب فلسطيني، وسط رفض عربي ودولي واسع لمقترحات الإدارة الأميركية بشأن توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية داخل السعودية، والتي قوبلت باستهجان كبير.
خطة مصرية لإعادة إعمار غزة
تعمل مصر منذ أسابيع على بلورة خطة عربية شاملة لإعادة إعمار غزة، دون المساس بحقوق الفلسطينيين أو المساس بتركيبة القطاع السكانية. وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحافي قبل يومين، أن هذه الخطة جاهزة وسيتم تقديمها للقادة العرب خلال القمة لمناقشتها والمصادقة عليها.
وتشير تقارير إلى أن الخطة المصرية تتضمن مقترحًا لتمكين السلطة الفلسطينية من استعادة السيطرة على القطاع، عبر تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية بالتعاون مع مصر والأردن لتولي مهام الأمن، إلى جانب التأكيد على أن حل الدولتين يُعد السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة وفتح آفاق للعلاقات الطبيعية بين الدول العربية وإسرائيل.
رفض عربي للتهجير والمطالبة بحل سياسي
منذ 25 يناير الماضي، تصاعدت التحذيرات العربية والدولية من مخططات أميركية وإسرائيلية تهدف إلى تهجير سكان غزة نحو دول مجاورة مثل مصر والأردن. ورفضت الدولتان هذا الطرح بشكل قاطع، وسط تضامن عربي واسع مع الفلسطينيين، في مواجهة ما وصفه مراقبون بمحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول غير عادلة.
2 عرض المعرض
القمة العربية والإسلامية غير العادية
القمة العربية والإسلامية غير العادية
القمة العربية والإسلامية غير العادية
(الخارجية السعودية)
وتأتي هذه القمة في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023 واستمرت حتى 19 يناير 2025، وأسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
مساعٍ لتوحيد الموقف العربي
يتوقع أن تسفر القمة عن قرارات حاسمة بشأن دعم غزة سياسيًا وإنسانيًا، إضافة إلى موقف عربي موحد لرفض مشاريع التهجير والتأكيد على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. كما تشدد مصر على أهمية دعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل عادل وشامل، مع تحذيرات من تداعيات استمرار التصعيد الإسرائيلي دون حلول سياسية واضحة.
السيسي: لا سلام حقيقي دون إقامة دولة فلسطينية
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال قمة الجامعة العربية أن بلاده تعمل على تدريب فرق أمنية فلسطينية لتتولى مسؤولية الأمن في غزة خلال المرحلة المقبلة. وأضاف: "ندعو إلى تبني خطتنا التي تحافظ على حق الفلسطينيين في إعادة بناء وطنهم والبقاء على أرضهم". وشدد على أنه "لن يكون هناك سلام حقيقي دون إقامة دولة فلسطينية، فالسلام لا يُفرض بالقوة، ولا يمكن فرضه بالقوة". كما أشار إلى أن اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل تعد نموذجًا لتحويل حالة الحرب إلى سلام وازدهار.
أبوالغيط: تهجير الفلسطينيين مرفوض والمشروعات الأميركية غير قانونية
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبوالغيط، رفض أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، مشددًا على عدم قبول "مشروعات ورؤى أميركية غير قانونية" في المنطقة. جاءت تصريحاته خلال كلمة ألقاها في اجتماع الجامعة، حيث دعا إلى التمسك بالحقوق الفلسطينية ورفض أي إجراءات تمس بوضعهم القانوني.
عباس يعلن عن إعادة هيكلة السلطة وتعيين نائب للرئيس خلال القمة العربية في كلمته أمام القمة العربية الطارئة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن سلسلة من الخطوات السياسية والإدارية، التي تهدف إلى إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية وضخ دماء جديدة في مؤسساتها، وذلك ضمن خطة أوسع لمواجهة التحديات التي تمر بها القضية الفلسطينية. وأكد عباس أن دولة فلسطين ستتولى مهامها في قطاع غزة من خلال مؤسساتها الحكومية، حيث تم تشكيل لجنة عمل لاستلام الأجهزة الأمنية، بعد إعادة هيكلتها وتدريب كوادرها في مصر والأردن.
2 عرض المعرض
صورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع لجامعة الدول العربية
صورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع لجامعة الدول العربية
صورة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في اجتماع لجامعة الدول العربية
(وكالة الأنباء الفلسطينية وفا)
خطة إعمار غزة وإعادة تموضع القيادة الفلسطينية
كما أعلن الرئيس الفلسطيني عن اعتماد الخطة المصرية الفلسطينية العربية لإعادة إعمار غزة بوجود الفلسطينيين على أرضهم، مشددًا على ضرورة إقرارها من القمة وحشد الدعم الدولي لها عبر صندوق ائتماني دولي، مع الإعداد لمؤتمر دولي للإعمار تستضيفه مصر الشهر المقبل. وأضاف أن العمل جارٍ على إعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة الفلسطينية، حيث سيتم عقد المجلس المركزي الفلسطيني قريبًا، واتخاذ خطوات تنظيمية داخل حركة فتح، من ضمنها إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من الحركة.
منصب جديد في قيادة السلطة
وفي خطوة مفاجئة، أعلن عباس عن استحداث منصب نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لذلك، في مؤشر على إعادة ترتيب القيادة الفلسطينية استعدادًا للمرحلة المقبلة. كما أكد على الجاهزية لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل في الضفة وغزة والقدس، حال توفرت الظروف الملائمة لذلك.
موقف السلطة من حماس ومبادرة التهدئة
وفيما يخص العلاقة مع حركة حماس، شدد عباس على أن الوحدة الوطنية يجب أن تكون ضمن إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، مع الالتزام بمبدأ النظام الواحد والقانون الواحد والسلاح الشرعي الواحد في الضفة وغزة. كما أكد أن السلطة الفلسطينية ستعمل على اقتراح تهدئة طويلة الأمد في الضفة وغزة، ووقف الأعمال الإسرائيلية الأحادية، ضمن رؤية تهدف إلى الدفع نحو مؤتمر دولي للسلام في يونيو المقبل، من أجل تنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.