انتقادات عالمية حادّة لإخفاق إسرائيل في مواجهة الاعتداءات العنصرية بالضفة

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يخشى من أن يؤدي التصعيد في الضفة إلى تقويض الجهود الرامية لترسيخ وقف إطلاق النار في غزة

2 عرض المعرض
مسجد ديراستيا
مسجد ديراستيا
مسجد ديراستيا
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
يشهد المجتمع الدولي حالة من الصدمة والاستنكار تجاه الارتفاع الخطير في مستوى العنف المرتكب من قبل مجموعات من المستوطنين في الضفة الغربية، في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متزايدة بسبب تداعيات حرب غزة المستمرة منذ عامين. وقد برزت في الأيام الأخيرة سلسلة من الإدانات الدولية، شملت ألمانيا، فرنسا، والولايات المتحدة، عقب موجة اعتداءات واسعة ضد فلسطينيين ومتطوعين إسرائيليين، وحتى جنود من الجيش الإسرائيلي.
ألمانيا: "هجوم على فكرة السلام" أعرب السفير الألماني شتيفان زايبرت عن صدمته من الاعتداءات التي طالت قريتي سوسيا وبورين، حيث هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين ومتطوعين إسرائيليين خلال موسم قطف الزيتون. وقال:"هذه الاعتداءات تهدف إلى منع الحصاد وتدمير أي أمل في السلام والمساواة والاستقرار بين الشعبين." وجاءت تصريحاته بعد مواقف ألمانية متكررة في الأشهر الماضية تحذر من تنامي الجريمة القومية في الضفة. وفي أغسطس الماضي، وصف وزير الخارجية الألماني الارتفاع في الاعتداءات بأنه "إرهاب يجب التحقيق فيه فورًا".
2 عرض المعرض
حريق مسجد في ديرستيا
حريق مسجد في ديرستيا
حريق مسجد في ديرستيا
(وفق البند 27 أ لقانون حقوق النشر 2007)
الولايات المتحدة: مخاوف على وقف إطلاق النار في غزة وفي واشنطن، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إنه يخشى من أن يؤدي التصعيد في الضفة إلى تقويض الجهود الرامية لترسيخ وقف إطلاق النار في غزة. وأضاف:"هناك خشية حقيقية من أن تتسبب أحداث الضفة الغربية في زعزعة ما نحاول إنجازه في غزة.""تصريحات الرئيس الإسرائيلي وقائد المنطقة أعطت رسالة قوية، لكن الوضع يبقى هشًا."
فرنسا: "الاعتداءات وصلت إلى مستويات غير مسبوقة" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال عقب اتصال مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "العنف الاستيطاني وتسارع البناء الاستيطاني وصلا إلى مستويات جديدة تهدد استقرار الضفة"، معتبرًا أنها "انتهاكات صريحة للقانون الدولي".
أما الأمم المتحدة فاتهمت إسرائيل بتوفير "صمت، دعم، وفي بعض الحالات مشاركة مباشرة" في أعمال العنف، مع تأكيد أن المستوطنين نادرًا ما يُحاسبون.
تغطية عالمية مكثّفة: "العنف أصبح تيارًا رئيسيًا" احتلت الأحداث عناوين الصحافة الدولية الكبرى، وسط تحليل معمّق حول إخفاق السلطات الإسرائيلية في ردع الاعتداءات. نيويورك تايمز تحدثت عن "غضّ طرف" من قبل السلطات، مشيرة إلى أن الشرطة والجيش في كثير من الأحيان يغادرون مواقع الاشتباكات من دون اعتقال المعتدين، أو يعتقلون فلسطينيين فقط. الصحيفة وصفت ما يجري بأنه "الروتين الجديد" في الضفة، مضيفة أن المستوطنين يديرون واحدة من أكثر حملات الاستيلاء على الأراضي عنفًا واتساعًا منذ 1967. CNN نشرت تقريرًا مؤثرًا عن مزارعة فلسطينية مسنّة مُنعت من الوصول إلى أرضها بسبب اعتداءات المستوطنين، مشيرة إلى "نمط منظّم من انعدام المحاسبة". الغارديان البريطانية قالت إن "العنف الاستيطاني أصبح جزءًا من التيار السياسي الرئيسي في إسرائيل"، مضيفة أن الشرطة والجيش يتدخلان فقط عندما يحاول الفلسطينيون الرد. وسائل إعلام ألمانية وصفت الوضع بأنه "مروّع"، وكشفت عن أكثر من 100 اعتداء خلال شهر واحد.
لوموند الفرنسية اتهمت الجيش الإسرائيلي بـ"مساعدة المعتدين" عبر توفير غطاء ميداني لهم خلال الهجمات على المزارعين في موسم الزيتون.
أرقام مقلقة: 704 اعتداءات قومية منذ مطلع العام وفقًا لبيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، شهدت الأسابيع الثلاثة الأخيرة 50 اعتداءً تزامنًا مع موسم الزيتون. أما في عام 2025، فتم تسجيل 704 حوادث عنف قومي ضد فلسطينيين — ارتفاعًا كبيرًا مقارنة بعام 2024.
إسرائيل بين ضغط دولي وإخفاق داخلي رغم تصريحات الإدانة الصادرة عن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ واللواء آفي بلوت، تشير التقارير الصحفية العالمية إلى أن المؤسسة الإسرائيلية نادراً ما تتخذ خطوات عملية لكبح اعتداءات المستوطنين. ويحذر محللون من أن استمرار العنف في الضفة قد يفاقم عزلة إسرائيل الدولية، ويخلق توترًا إضافيًا في وقت تخوض فيه معركة دبلوماسية حساسة بسبب تداعيات الحرب على غزة.