أكد رئيس كتلة الجبهة والعربية للتغيير، النائب د. أحمد الطيبي، في مقابلة لراديو الناس صباح اليوم، أنّ نتائج الاستطلاع الجديد التي تُظهر دعم أكثر من 80% من المجتمع العربي لإعادة تشكيل القائمة المشتركة، تعكس الواقع الميداني بدقة. وقال: "كلّ سياسي يلتقي الناس في الأفراح والأتراح والاجتماعات يسمع موقفاً واحداً لا لبس فيه: الناس تريد قائمة مشتركة موحّدة، وهذا ما نسمعه في كل مكان".
نتائج الاستطلاع: التفاصيل الكاملة
الطيبي: معاقبة المعرقل لإعادة تشكيل القائمة المشتركة معطى بالغ الأهمية
هذا النهار مع سناء حمود ومحمد مجادلة
08:18
ويوم أمس الثلاثاء، كشف استطلاع جديد أعدّه معهد ستات نت وفق عيّنات علمية تمثّل مختلف شرائح المجتمع العربي، عن دعم واسع لتوحيد الأحزاب العربية في الانتخابات القادمة. ووفق نتائج الاستطلاع، أعرب 82% من المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم لتشكيل قائمة عربية واحدة مشتركة، مقابل 9% فقط فضّلوا خوض الانتخابات عبر قائمتين.
وبالتزامن، عقدت العربية للتغيير مع التجمع الوطني الديمقراطي أول لقاء رسمي بينهما يوم أمس، منذ الانتخابات الماضية، في خطوة تُعد الأولى في مسار واسع لإعادة بناء وتوحيد الصف العربي تحت مظلّة القائمة المشتركة. جاء الاجتماع في مقر "العربية للتغيير" بمدينة الطيبة، وعبّر المجتمعون عن "أجواء إيجابية" تعكس حرصًا مشتركًا على استعادة مسار الوحدة والعمل السياسي المشترك.
الطيبي: معاقبة المعرقل للاتفاق معطى مهم
وأضاف الطيبي في حديثه لراديو الناس، أنّ المعطى الآخر في الاستطلاع—الذي يشير إلى أنّ 43% من الجمهور سيعاقِب أي طرف يعرقل تشكيل المشتركة—هو مؤشر مهم يجب أن تأخذه الأحزاب بجدية. وأوضح: "هذا معطى بالغ الأهمية، وعلى كل الأحزاب أن تضعه أمامها، لأن الهدف هو زيادة عدد النواب العرب لإسقاط هذه الحكومة كخطوة أولى".
"أسلوب فوقي وعنصري": ردّا على أصوات داخل معسكر التغيير
وتطرق الطيبي إلى أصوات داخل ما يُسمّى "معسكر التغيير" تقول إن تقليص عدد النواب العرب قد يُسهِم في تشكيل حكومة بديلة لنتنياهو، واصفاً هذه الطروحات بأنها "أسوأ ما سمعته من بعضهم". وقال: "هذا خطاب متعجرف وفوقي وعنصري. لا أحد يحق له أن يطلب من الجمهور العربي أن يقلّل تمثيله. ما كانوا ليقولوا ذلك لأي حزب يهودي".
وشدد على أنّ قوة التمثيل العربي ليست عقبة بل رافعة للتأثير السياسي، مضيفاً: "عندما تخرج الناس للتصويت ستكون النتيجة زيادة عدد النواب العرب، وتحديداً ضمن قائمة مشتركة، وهي الطريقة الأكثر نجاعة لإزاحة هذه الحكومة".
"الجمهور يريد التأثير لكن لديه شروط"
وحول نتائج استطلاع جامعة تل أبيب الذي أظهر تأييد 77% من المجتمع العربي للمشاركة في الائتلاف الحكومي، قال الطيبي إن القراءة السطحية مضلّلة، موضحاً: "الجمهور يريد التأثير، ونحن أيضاً نريده. لا يوجد حزب لا يريد التأثير. لكن عندما يُسأل الناس: هل تقبلون بدخول حكومة تضم يمينيين يقتحمون المسجد الأقصى ويهدمون البيوت؟ هنا تنخفض النسبة إلى النصف".
وأضاف: "جمهورنا واعٍ وذكي، وله شروط واضحة لدخول أي ائتلاف. نقرأ هذه المعطيات جيداً وندرك حجم التوقعات".
"ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا"
وكشف الطيبي عن تفصايل من الاجتماع الذي عُقد أمس بين العربية للتغيير والتجمع—الأول منذ الانتخابات الماضية—وقال إن الطرفين اتفقا على إعادة الدفع نحو وحدة الصف. وأكد: "النقطة الأهم هي الإجماع على أنّ ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا. إعادة المشتركة هي ضرورة سياسية واجتماعية".
وأوضح أن القضايا الكبرى، مثل الجريمة، والحرب في غزة، وهجمات المستوطنين في الضفة، وغلاء المعيشة، وقضايا الطلاب، أسهل في المعالجة عندما يكون التمثيل العربي موحدة وقوياً. وأشار إلى أن بياناً مشتركاً صدر بعد الاجتماع، يؤكد هذا التوجه.
وعن توقف المفاوضات بين رؤساء الأحزاب الأربعة منذ أكثر من شهرين، قال الطيبي: "نحن جاهزون ومستعدون لاستئناف الاتصالات فوراً. لا يوجد أي مبرر لتأجيل الحديث عن إعادة المشتركة". وأضاف: "يمكن مناقشة التفاهمات الاستراتيجية، لكن ليس بمعزل عن إعادة القائمة المشتركة. هذا هو المطلب الأول للجمهور".