تستعد إسرائيل مساء اليوم (الثلاثاء) لاستلام جثماني مختطفين إسرائيليين من قطاع غزة، بعد أن أعلنت حماس رسميًا أنها ستسلّمهما عند الساعة التاسعة مساءً.
وأفادت مصادر إسرائيلية بأن الحديث يدور عن اثنين من المختطفين القتلى، ليتبقى بعد هذه العملية 13 مختطفًا أو جثمانًا آخر في القطاع.
حماس قالت في بيان إن الجثمانين “تم انتشالهما اليوم”، بعد أن كانت قد زعمت في وقت سابق أنها سلّمت جميع الجثامين التي بحوزتها.
تصعيد في اللهجة الأميركية
في سياق متصل، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحذيرًا شديد اللهجة إلى حركة حماس عبر منصّته على Truth Social، قائلًا:“عدد من حلفائنا في الشرق الأوسط أكدوا لي استعدادهم للدخول إلى غزة بقوة عسكرية كبيرة لتسوية الوضع مع حماس إذا واصلت خرق الاتفاق معنا.”
وأضاف: “قلت لتلك الدول ولإسرائيل – ليس بعد، فما زالت هناك فرصة أمام حماس لتفعل الصواب، لكن إن لم تفعل فستكون نهايتها سريعة وغاضبة وقاسية.”
ترامب شكر كذلك إندونيسيا وقيادتها على “مساعداتها للشرق الأوسط والولايات المتحدة”، مشيرًا إلى ما وصفه بـ“دعم الحلفاء” لتوجهات إدارته في غزة.
مخاوف دولية من المشاركة في قوة “الاستقرار” بغزة
في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن جهود واشنطن لإنشاء قوة دولية مؤقتة لحفظ الاستقرار في قطاع غزة تواجه تباطؤًا واضحًا، نتيجة تردّد دول عدة في إرسال جنودها خشية الدخول في مواجهة مباشرة مع حماس التي لا تزال تحتفظ بسلاحها.
ووفقًا للتقرير، فقد أعرب دبلوماسيون من دول مشاركة في المشاورات عن مخاوف من أن يتحول وجودهم العسكري في غزة إلى “قتال بالنيابة عن إسرائيل”، في ظل غياب وضوح حول مهام القوة.
وتشمل الخطة الأمريكية، المعروفة بـ“خطة النقاط العشرين”، نشر قوة أمنية تشرف على المناطق التي ينسحب منها الجيش الإسرائيلي، وتسهّل دخول المساعدات وتدريب الشرطة الفلسطينية.
حادث ميداني في خانيونس
وفي حادث منفصل، أصيب جنديان إسرائيليان بجروح طفيفة ظهر اليوم جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء عملية للجيش الإسرائيلي في منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وبحسب الجيش، فإن دبابة إسرائيلية اعتلت عبوة ناسفة مزروعة مسبقًا خلال نشاط لتأمين “منطقة الحزام الأمني”، دون أن يُرصد أي مسلحين في المكان.
تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما واصلت القوات تمشيط المنطقة واستهداف “أهداف تشكّل تهديدًا مباشرًا” وفق بيان الجيش.
إشارات متناقضة بين التهدئة والتصعيد
في حين تؤكد حماس عبر نائب رئيس مكتبها السياسي خليل الحية التزامها باتفاق التهدئة ومساعيها “لاستكمال تسليم الجثامين”، تبدو التطورات السياسية والعسكرية على الأرض متوترة، بين تهديدات واشنطن وتردّد المجتمع الدولي بشأن القوة المقترحة في غزة.
ويرى مراقبون أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير وقف إطلاق النار وإمكانية تحوله إلى تسوية طويلة الأمد أو عودة محتملة للتصعيد.


