في خطوة تصعيدية جديدة على الساحة الثقافية الدولية، أعلن أكثر من 400 فنان وشركة تسجيل مستقلة من مختلف أنحاء العالم انضمامهم لمبادرة تحمل اسم "No Music for Genocide" (لا موسيقى للإبادة الجماعية)، والتي تهدف إلى حجب الوصول إلى أعمالهم الموسيقية داخل إسرائيل عبر منصات البث العالمية مثل "سبوتيفاي" و"أبل ميوزيك".
أسماء بارزة في قائمة المقاطعة
من بين الموقعين على المبادرة الفنانة فاي ويبستر، وفرقة Japanese Breakfast، والفرقة الإيرلندية Fontaines D.C. التي أوقفت بالفعل إتاحة ألبومها الأخير في إسرائيل. كما يعمل فنانون بارزون آخرون، من بينهم Massive Attack وPrimal Scream وNick Cave، على إقناع شركات التسجيل الكبرى بحجب موسيقاهم عن الجمهور الإسرائيلي.
رسالة المبادرة: الفن كأداة مقاومة
أوضح منظمو المبادرة، الذين فضلوا في هذه المرحلة البقاء مجهولي الهوية، في تصريحات لمجلة Rolling Stone:"الثقافة لا يمكنها أن توقف القنابل وحدها، لكنها قادرة على مقاومة القمع السياسي، وتغيير الرأي العام لصالح العدالة، ورفض سياسة ’تبييض الصورة‘ (Artwashing) والتطبيع مع أي دولة أو كيان يرتكب جرائم ضد الإنسانية".
وأضافوا أن هذه الخطوة مستلهمة من التجربة التاريخية للضغط الثقافي على نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا خلال ثمانينيات القرن الماضي.
تنسيق مع حركة المقاطعة (BDS) ودعوة لشركات التسجيل العالمية
تأتي المبادرة بدعم مباشر من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI)، وهي جزء من حركة BDS العالمية. وعلى الرغم من استمرار إتاحة معظم الأعمال الموسيقية في إسرائيل حاليًا بسبب عقود التوزيع مع شركات كبرى مثل Warner وUniversal وSony Music، إلا أن المنظمين طالبوا هذه الشركات بالانضمام إلى الحملة، على غرار ما فعلته حين أوقفت خدماتها الموسيقية في روسيا عقب غزو أوكرانيا عام 2022.
توسع المقاطعة الثقافية إلى السينما
يأتي هذا التحرك في أعقاب خطوة مشابهة في قطاع السينما، حيث وقع أكثر من 4,000 عامل في الصناعة، بينهم النجمان إيما ستون وخواكين فينيكس والمخرجون يورجوس لانثيموس وإيفا دوفيرني، على عريضة تعهدوا فيها بعدم التعاون مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية "المتورطة في الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني".
أبعاد وتأثيرات مستقبلية
يؤكد القائمون على المبادرة أن هذه ليست سوى البداية، وأن الهدف هو تشجيع المزيد من الفنانين والمنتجين وشركات التسجيل على اتخاذ مواقف مماثلة، معتبرين أن "كلما زاد عدد المنضمين، زادت قوة التأثير".
بهذا، يرسخ الحراك الثقافي العالمي ضد إسرائيل حضوره في ظل الحرب المستمرة على غزة، ليشكل أحد أبرز أشكال الضغط غير العسكري التي تستهدف شرعية إسرائيل على الساحة الدولية.
First published: 09:14, 19.09.25