أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (الجمعة) إصابة أحد جنوده بجروح خطيرة الليلة الماضية في جنوب قطاع غزة، في إطار المعارك الدائرة ضمن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وأفادت مصادر فلسطينية في قطاع غزة، أن الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عملياته العسكرية في مناطق مختلفة من القطاع، فيما صرحت وزارة الصحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية قتلت 67 شخصًا وأصابت 184 آخرين خلال 24 ساعة.
البيت الأبيض بانتظار رد حماس
بالتزامن مع التطورات العسكرية، صرح البيت الأبيض أن إسرائيل أعلنت موافقتها على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة وأن حماس لم تقدّم ردها بعد.
وأعلن مسؤولون في حماس أن الحركة تدرس مقترح ويتكوف، مع الإشارة إلى عدم قبوله أو رفضه بشكل رسمي حتى الآن. ويأتي ذلك بعد موجة من التقارير العربية التي أفادت بموافقة حماس على المقترح الأمريكي، لكن الحركة نفت هذه التقارير على لسان مسؤوليها.
نتنياهو: إسرائيل وافقت على "مخطط ويتكوف" الجديد
وفي وقت سابق اليوم، أعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أنّ إسرائيل وافقت على "مخطط ويتكوف" الجديد، وذلك خلال لقاء جمعه مع عائلات المحتجزين الذين تأكدت وفاتهم.
وقال نتنياهو: "نحن نوافق على المخطط الذي تم تسليمه لنا الليلة الماضية. حماس لم ترد بعد. لا نثق بأن الحركة ستفرج عن جميع المختطفين، ولذلك سنواصل القتال حتى القضاء على حماس، ولن ننسحب من غزة قبل استعادة جميع المختطفين".
وخلال اللقاء، تساءلت العائلات عن الآلية التي ستُحدد من خلالها أسماء القتلى الذين ستُعاد جثامينهم ضمن الصفقة، وأوضحت الجهات الرسمية أنه لم يُتخذ قرار بعد في هذا الشأن، وأنّ الدولة تعتبر جميع القتلى في الوضع ذاته.
مخطط ويتكوف: انسحاب جزئي من غزة وترامب لا يضمن إنهاء الحرب
وفي وقت سابق اليوم، كشفت تقارير إسرائيلية عن تفاصيل جديدة من "مخطط ويتكوف" للتوصل إلى صفقة تبادل، تتضمّن إطلاق سراح 9 محتجزين أحياء و18 جثمانًا على دفعتين خلال أسبوع.
وبحسب المقترح، تنسحب إسرائيل في اليوم الأول من المناطق التي تقدّمت إليها مؤخرًا شمالي "محور نيتساريم"، وفي اليوم السابع من المناطق الواقعة جنوب المحور ذاته.
ولا يتضمن المقترح ضمانات أميركية لإنهاء الحرب، بل يقتصر تعهّد الرئيس ترامب على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا، وعلى إجراء مفاوضات "جدّية" حول وقف دائم لإطلاق النار، وفي حال فشل المفاوضات، ستتمكّن إسرائيل من استئناف القتال.
توزيع المساعدات
توزيع المساعدات الإنسانية سيتم بإشراف الأمم المتحدة، دون تحديد واضح لآليات أو مواقع التوزيع، ما يتيح لإسرائيل مواصلة الترتيبات القائمة مع الشركة الأميركية التي بدأت مؤخرًا بنشاطها في القطاع.
كما أفادت تقارير بأن الاقتراح نُقل إلى حركة حماس عبر الوسيط الأميركي د. بشارة بحبح، ويتضمّن إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء و18 جثمانًا، على أن تفرج إسرائيل بالمقابل عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، و1,111 أسيرًا من غزة اعتُقلوا بعد 7 تشرين الأول 2023، بالإضافة إلى تسليم 180 جثمانًا لفلسطينيين.
إنسحاب من محور "موراغ"
بموجب الاتفاق، ينسحب الجيش الإسرائيلي من "محور موراغ"، ويخلي مناطق في شمال القطاع وشرق مدينة غزة، وكذلك من رفح باستثناء جزء ضيّق من "محور فيلادلفي"، ليعود إلى نقاط تمركزه التي كانت سارية عند نهاية التهدئة الثانية.
سموتريتش يهدد بالانسحاب من الحكومة
في المشهد السياسي، هدّد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بإسقاط الحكومة إن تم التقدّم نحو تنفيذ الاتفاق، واعتبره "حبل إنقاذ لحماس".
في المقابل، دعا زعيم المعارضة يائير لبيد إلى تبنّي الاتفاق فورًا، مؤكدًا أن الحكومة ستحظى بـ"شبكة أمان" من المعارضة.
وفي حزب الليكود، عارض النائب موشيه سعادة الخطة، قائلًا إنها "ستنعش حماس أمنيًا ومعنويًا"، واصفًا قبول إعادة المحتجزين على دفعات بأنه "خطأ أخلاقي وأمني".
وفي السياق، أفادت تقارير بأن حماس تواجه ضغوطًا غير مسبوقة، في ظل التقدم العسكري الإسرائيلي، وتراجع الدعم الشعبي نتيجة تقلص تدفّق المساعدات، ما قد يعزز فرص التوصل إلى اتفاق نهائي.
First published: 17:00, 29.05.25