أثار الهجوم المسلح الدامي في القدس صباح اليوم (الاثنين)، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، جدلاً سياسيًا وقضائيًا في إسرائيل بعد أن استغل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الحدث لمهاجمة قرار المحكمة العليا الأخير المتعلق بالأسرى الأمنيين.
ففي كلمة له من موقع الهجوم قرب حي راموت في القدس، قال نتنياهو: "حتى أنتم في حالة حرب، أنتم جزء منها. نحن لا نُسَهّل على أعدائنا – وعليكم أن تتصرفوا بالطريقة ذاتها. نحن نضربهم ضربة قاصمة".
وكان بن غفير الذي رافقه قد ذكّر نتنياهو بقرار المحكمة العليا الصادر مساء أمس، والذي ألزمت فيه الدولة بضمان توفير غذاء ملائم للأسرى الأمنيين.
نتنياهو أضاف مهاجمًا: "فقط أمس، خففت المحكمة العليا من شروط أسرى النخبة – القتلة – وقررت التدخل في قائمة طعامهم. أيها الأصدقاء، هذا ليس لعبة. عندما تفعل المحكمة شيئًا كهذا، فهي تبعث رسالة للإرهابيين. أقول لقضاة المحكمة: لا تفعلوا ذلك. التدخل في طعام الأسرى بعد أن قال كل المسؤولين إنه يشكل عامل ردع – لن يحدث عندنا. ظروف السجن يجب أن تبقى رادعة".
بن غفير: "التسهيلات للأسرى تشجع الإرهاب"
وبدوره، أدلى بن غفير بتصريحات لوسائل الإعلام ، قائلاً: "فقط أمس اتخذت المحكمة العليا قرارًا صادماً بتخفيف ظروف اعتقال أسرى النخباه. هذا القرار يفتقر إلى الحساسية ويوجه رسالة واضحة جدًا: تخفيف الشروط يؤدي إلى رفع رأس الإرهاب".
المحكمة العليا تأمر بتعديل الطعام
جاء قرار المحكمة العليا بأغلبية قاضيين مقابل قاضٍ واحد، بعد التماس قدمته جمعية حقوق المواطن ومنظمة "גישה"، اللتين طالبتا بضمان توفير غذاء كافٍ وصحي للأسرى الأمنيين، أسوة بباقي السجناء.
الملتمسون استندوا إلى شهادات تفيد بأن مصلحة السجون، منذ أحداث 7 أكتوبر، تتبع سياسة "تجويع" بحق الأسرى الفلسطينيين، ما تسبب بجوع مزمن وظروف قاسية قد ترقى إلى مستوى "المعاملة المهينة والتعذيب"، وهو ما اعتبروه مخالفًا للقانون الإسرائيلي وللقانون الدولي.
وقضت المحكمة العليا بضرورة أن تضع مصلحة السجون قوائم غذاء ملائمة، وأن تتابع حالة الأسرى الصحية بشكل مستمر، وأن تضمن وصول الطعام فعليًا لكل أسير، مع إمكانية إضافة وجبات عند الحاجة وفق معطياته الشخصية.
رد السلطة القضائية
عقب تصريحات بن غفير، أصدرت إدارة المحاكم بيانًا جاء فيه: "من المؤسف أنه في يوم وقع فيه اعتداء بهذا القدر من القسوة، يختار الوزير بن غفير مهاجمة المحكمة العليا. إنها تصريحات مؤسفة. السلطة القضائية تشارك عائلات القتلى أحزانهم وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين في الهجوم".