الهند تتجاهل رسائل ترامب وتفاوض موسكو على تسليح استراتيجي متقدّم

واشنطن أعربت مرارًا عن تحفظاتها على استمرار هذه الصفقات، خصوصًا بعد توسع استيراد الهند للنفط الروسي، ما أدّى إلى توتر سياسي بين ترامب ومودي خلال الفترة الأخيرة. ويرى مراقبون أن أي اتفاق عسكري جديد قد يصعّب مفاوضات تجارية حساسة بين نيودلهي وواشنطن. 

1 عرض المعرض
مقاتلة حربية
مقاتلة حربية
مقاتلة حربية
(Flash90)
تستعد الهند هذا الأسبوع لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة رسمية إلى نيودلهي، يُنتظر أن تشهد إطلاق مفاوضات واسعة لشراء مقاتلات وأنظمة دفاع جوي متطورة، في الوقت الذي تمارس فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطًا متزايدة للحد من التعاون العسكري بين البلدين. وبحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، فمن المرتقب أن يبحث بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي صفقة تشمل مقاتلات “سو-57” من الجيل الخامس، إضافة إلى نسخة مطوّرة من منظومة الدفاع الجوي “S-500”، ما يعزّز قوة سلاح الجو الهندي الذي يعاني نقصًا ملموسًا في عدد الطائرات القتالية.
توازن دقيق بين موسكو وواشنطن العلاقات الدفاعية بين روسيا والهند تُوصف بأنها "شراكة استراتيجية خاصة ومفضّلة"، ورغم مساعي نيودلهي الأخيرة لتوسيع مشترياتها العسكرية من الغرب، لا تزال موسكو المزوّد الأكبر للسلاح الهندي على مر السنين. واشنطن أعربت مرارًا عن تحفظاتها على استمرار هذه الصفقات، خصوصًا بعد توسع استيراد الهند للنفط الروسي، ما أدّى إلى توتر سياسي بين ترامب ومودي خلال الفترة الأخيرة. ويرى مراقبون أن أي اتفاق عسكري جديد قد يصعّب مفاوضات تجارية حساسة بين نيودلهي وواشنطن.
وفي هذا السياق، أكّد وزير الدفاع الهندي راجش كومار سينغ أن بلاده:"ستواصل شراء المعدات العسكرية من روسيا والولايات المتحدة معًا، فالعلاقة الدفاعية مع موسكو راسخة وطويلة الأمد".
احتياجات سلاح الجو تحرّك الصفقة يمتلك سلاح الجو الهندي أكثر من 200 طائرة مقاتلة روسية وعددًا من منظومات S-400 التي شاركت في المواجهات الجوية مع باكستان. غير أن تلك المواجهات كشفت نقاط ضعف في القدرات الهندية مقارنة بباكستان التي تعتمد بشكل واسع على السلاح الصيني. مصادر هندية تشير إلى أن: - الطيارين الهنود معتادون على المنصات الروسية - الصناعة الدفاعية المحلية (HAL) تمتلك خبرة واسعة في صيانة الطائرات الروسية - وهذا يجعل خيار التحديث الروسي أسهل وأسرع اندماجًا من البدائل الغربية.
اختبار جديد لدبلوماسية “التوازن” الهندية ورغم التوقعات بأن لا تُوقّع الصفقة النهائية خلال الزيارة الحالية، فإن فتح باب التفاوض بحد ذاته يُعدّ مؤشرًا على تمسّك الهند بسياسة خارجية تقوم على: - عدم الارتهان لمعسكر دولي واحد - الحفاظ على علاقة استراتيجية مع روسيا - تعميق التعاون العسكري مع الولايات المتحدة في الوقت نفسه ويؤكد محللون أن هذا النهج يمثل أحد أعمدة الاستقلالية الجيوسياسية للهند في نظام دولي يشهد تنافسًا متصاعدًا بين القوى الكبرى.