ردود فعل إسرائيلية منددة بعنف المستوطنين في الضفة الغربية

مستوطنون يعتدون بقوة على الجيش وغولان يصفهم بـ"الكهانيين الذين ينفذون أعمالا إرهابية" ولابيد يدعو لاعتقال المجرمين 

1 عرض المعرض
اشتباط  مع قوات الأمن الإسرائيلية بعد أن أحرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون منازل وسيارات في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية
اشتباط  مع قوات الأمن الإسرائيلية بعد أن أحرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون منازل وسيارات في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية
اشتباط مع قوات الأمن الإسرائيلية بعد أن أحرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون منازل وسيارات في بلدة بيت فوريك شرق نابلس بالضفة الغربية
( Nasser Ishtayeh/Flash90)
تواصلت ردود الفعل السياسية الغاضبة داخل إسرائيل والمنددة بالهجمات التي نفذها مستوطنون ضد الفلسطينيين وقوات الجيش، إذ وصف زعيم المعارضة يائير لابيد المعتدين بأنهم "مجرمون خطرون يخدمون أعداءنا"، مطالبًا قوات الأمن بـ"تطبيق القانون ضدهم بسرعة ودون تهاون".
بدوره، أدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعمال العنف التي ارتكبها المستوطنون في الضفة الغربية، حيث قاموا برشق جنود الجيش الإسرائيلي بالحجارة، وحاولوا دهس بعضهم. وفي بيان صادر عن مكتبه، قال نتنياهو: "أدين بشدة أعمال الشغب التي وقعت في منطقة بنيامين، والتي هوجم خلالها جنود الجيش الإسرائيلي. دولة إسرائيل هي دولة قانون، ولا يجوز لأحد أن يأخذ القانون بيده".
وأضاف البيان: "يجب التحقيق في هذه الأحداث حتى النهاية، وتقديم كل من خالف القانون واعتدى على جنودنا إلى العدالة. هؤلاء الأفراد يمثلون أقلية صغيرة لا تعكس الغالبية الساحقة من سكان المستوطنات، الذين يلتزمون بالقانون ويخدمون في الجيش وقوات الأمن".

غانتس: مثيرو شغب يتلقون دعما من بن غفير

من جانبه، أدان رئيس"المعسكر الرسمي" بيني غانتس الهجوم على الجنود، وكتب في منشور على حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أعبر عن دعمي لجنود الجيش الإسرائيلي الذين تعرضوا للاعتداء من قبل مجموعة من مثيري الشغب، الذين لا يمثلون لا شعب إسرائيل عموماً ولا سكان المستوطنات في يهودا والسامرة خصوصاً".
وأضاف غانتس: "لا يمكن تجاهل حقيقة أن هؤلاء المتطرفين، بدلاً من مواجهتهم، يتلقون منذ عامين ونصف دعماً معنوياً من إيتمار بن غفير وعناصر متطرفة أخرى. الاعتداء على جنود الجيش الإسرائيلي ليس يميناً ولا قوة – بل عار وخزي".
يأتي ذلك في أعقاب سلسلة من الأحداث التي شهدت توتراً متصاعداً بين مجموعات من المستوطنين وقوات الأمن في الضفة الغربية، وسط مطالبات واسعة بفتح تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتداءات.

غولان: تيار خطير رسخ مكانته بنظام الحكم

من جانبه، قال رئيس حزب "الديمقراطيين" يائير غولان إن "التهديد الوجودي الأخطر الذي تواجهه إسرائيل لا يأتي من إيران أو اليمن، بل من الداخل". وأضاف: "إسرائيل القومية المتطرفة والكاهانية تعمل بشكل ممنهج على تفكيك الطابع اليهودي والديمقراطي للدولة. هؤلاء لا يترددون في استخدام العنف ضد الأبرياء، ويهاجمون جنود الجيش والشرطة الذين يحمون المستوطنات التي يخرج منها هؤلاء لتنفيذ إرهاب يهودي". وأكد أن هذه ليست مجرد "ظاهرة هامشية، بل تيار خطير رسّخ مكانته حتى في دوائر الحكم".

مستوطنون يعتدون بقوة على الجيش

وتعرض عناصر في الجيش الإسرائيلي، بينهم قائد كتيبة، لهجوم من قبل مستوطنين يهود، الليلة الماضية (الجمعة/السبت)، قرب قرية المغير شمال شرقي رام الله، ما أسفر عن إصابات طفيفة في صفوف الجنود.
وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه قد تم اعتقال ستة من المشتبهين بالضلوع في الاعتداء، وتسليمهم للشرطة.
وأظهرت مقاطع فيديو من موقع الحادث، القائد العسكري وهو يواجه المستوطنين قائلاً: "بسببكم نحن هنا طوال اليوم، بدلاً من حماية المواطنين".
بدأت الأحداث مساء الجمعة، حين تجمع نحو 70 مستوطناً، بعضهم ملثمون، في بؤرة استيطانية قرب القرية. وهاجم المستوطنون قوات الجيش، ورشقوهم بالحجارة، ما دفع الجنود لاستخدام وسائل تفريق التظاهرات. وأسفر ذلك عن إصابة أحد المستوطنين بجروح طفيفة نتيجة إصابته برصاصة مطاطية.
لاحقاً، تصاعدت المواجهات، حيث قام المستوطنون بالاعتداء الجسدي على عدد من الضباط، ووفق تقارير، تعرّض أحدهم للخنق، كما أُعطبت سيارة شرطة بعد أن تم ثقب إطاراتها.
وفي حادث منفصل، حاول مستوطنون يقودون مركبة دهس أفراد من قوات الأمن، بينما ألقى نحو 30 مستوطناً الحجارة على جنود الجيش، الذين ردوا بإطلاق النار في الهواء، دون وقوع إصابات.
كما وقع هجوم آخر تمثل في اصطدام خمس مركبات تقل مستوطنين متعمدًا بسيارة عسكرية، ما أدى إلى أضرار مادية دون إصابات. وفي وقت لاحق، ألقيت زجاجة حارقة باتجاه مركبة عسكرية وتم ثقب إطاراتها، دون تسجيل إصابات.
صباح اليوم، احترقت مركبة عسكرية في منطقة "كوخاف هشاحر"، ويُشتبه بأن من يُعرفون بـ"فتية التلال" هم من أشعلوا النيران.

الجيش الإسرائيلي: ندعم قرارات عناصرنا بقوة

وفي بيان له، قال المتحدث باسم الجيش: "عند وصول القوات، قام عشرات المستوطنين برشقها بالحجارة وهاجموا الجنود جسدياً ولفظياً، بينهم قائد الكتيبة". وأضاف أن المستوطنين ألحقوا أضراراً بعدد من المركبات العسكرية وحاولوا دهس الجنود.
رئيس أركان الجيش أعرب عن دعمه الكامل لقرارات الكتيبة التي تعرضت للهجوم، ومؤكداً رفض الجيش التام لأي اعتداء على جنوده.
من جهته، دان وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس بشدة الاعتداءات، قائلاً: "أدين بشدة أعمال العنف الخطيرة ضد جنود الجيش. أدعو الحاخامات وقادة المستوطنين إلى التبرؤ منها. لن تسمح إسرائيل بأخذ القانون باليد أو الاعتداء على جنود الجيش الذين يواجهون الإرهاب الفلسطيني بشجاعة، ويحمون أمن المستوطنين ليلاً ونهاراً".
First published: 18:26, 28.06.25