شهدت القدس وتل أبيب مساء الخميس، تظاهرات واحتجاجات واسعة النطاق، تزامنًا مع اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) لمناقشة خيار اجتياح كامل لقطاع غزة، وسط تصاعد الانقسام السياسي والأمني داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن تداعيات هذه الخطوة.
في القدس، تجمع المئات قرب مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ساحة الجوينت، حيث شارك في الوقفة أسر رهائن ومحررون من الأسر لدى حركة حماس، مطالبين بالتوصل إلى اتفاق تبادل ووقف الحرب. وقال المتظاهرون: "الضغط العسكري يهدد حياة المختطفين"، فيما عبّرت ليشي لافي ميرن، زوجة أحد الرهائن، عن قلقها قائلة: "قرار الكابينيت اليوم قد يكون بمثابة حكم بالإعدام على أحبائنا المحتجزين هناك".
وفي تل أبيب، أشعل المتظاهرون إطارات وأغلقوا شارع أيالون باتجاه الجنوب بعد أن خرجوا بمسيرة بدأت من "متسودات زئيف". وقد تدخلت الشرطة لاحقًا لمحاولة تفريقهم ومنعهم من التقدم، لكن المتظاهرين غيّروا مسارهم نحو شارع "جَبُوتِينسكي"، حيث أشعلوا نارًا وأغلقوا الطرق.
في الوقت نفسه، نُظمت مساء اليوم احتجاجات في عدة مواقع أخرى، من بينها مقر حزب الليكود "متسودات زئيف". وقدأعلنت الشرطة عن اعتقال تسعة مشتبهين بالاخلال بالنظاّام من بين المتظاهرين في تل أبيب.
وكان قد انضم عضو الكنيست يائير غولان إلى المسيرة في تل أبيب، حيث صرّح بالقول:"يجب وقف الحرب الآن، وإطلاق سراح الرهائن فورًا. هذه الحرب لا تضيف شيئًا لأمن إسرائيل".
اانقسام داخل الكابينيت
تأتي هذه الاحتجاجات في وقت حاسم، حيث يناقش الكابينيت الأمني خيار اجتياح غزة بالكامل، وهو خيار يلقى دعمًا من وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين يطالبون بـ"الذهاب حتى النهاية"، ويرفضون وقف الحملة حتى لو وافقت حماس على صفقة خلال أيام. في المقابل، يقود وزراء آخرون مثل غدعون ساعر وأرييه درعي توجهًا يدعو إلى تطويق غزة واستمرار الضغط العسكري دون اجتياح شامل، بهدف دفع حماس نحو صفقة، وهو أيضًا موقف الجيش الإسرائيلي بقيادة رئيس هيئة الأركان، ايال زامير.
وأكدت مصادر مطلعة أن رئيس الأركان يعارض الاجتياح، ويحذر من أنه قد يؤدي إلى مقتل الرهائن واستنزاف الجيش. وقال في جلسة تقييم الوضع قبل الاجتماع:"نحن لا نتعامل مع نظريات، بل مع حياة البشر. سنواصل التعبير عن موقفنا بشجاعة وموضوعية". ويُتوقع أن يعرض رئيس الأركان خطة بديلة تقوم على تطويق مدينة غزة ومواصلة الغارات المحددة من قبل القوات الخاصة، مع إتاحة المجال لمواصلة التفاوض.
كما أفيد في وقت سابق بأن نتنياهو اجتمع مع درعي ووزراء آخرين قبل انعقاد الكابينيت، في محاولة لتشكيل إجماع حول خطة عسكرية تدريجية، بدلاً من اجتياح فوري وشامل للقطاع.
