كشفت صحيفة نيويورك تايمز، في تقرير موسع استند إلى مقابلات مع عشرات المسؤولين والدبلوماسيين، أن أوروبا تشهد في الأسابيع الأخيرة حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق يهدف إلى الاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية في وقت قريب، بعيدًا عن التنسيق مع الولايات المتحدة.
وبحسب التقرير، فقد جرت في 23 يوليو/تموز ببرلين قمة حاسمة جمعت المستشار الألماني فريدريش ميرتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خُصصت لمناقشة الأزمة في غزة، وشكّلت نقطة الانطلاق لجهد أوروبي متسارع – وأحيانًا غير منسّق – للبحث عن حل للقضية الفلسطينية عبر الاعتراف بالدولة.
وأشار التقرير إلى أن جزءًا محوريًا من هذا المسار كان خطة من ثماني نقاط، صيغت بسرية تامة خلال الأشهر الستة الماضية على يد مسؤولين بريطانيين، قبل أن يرسلها في 29 يوليو/تموز جوناثان باول، مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى كبار القادة الأوروبيين.
ونقل التقرير عن مسؤولين أوروبيين قولهم إنهم توصّلوا إلى قناعة مفادها أنه "لا يمكن انتظار ترامب لكبح جماح إسرائيل"، في إشارة إلى الاعتقاد بأن الإدارة الأمريكية المحتملة بقيادة ترامب لن تفرض ضغوطًا جدية على الحكومة الإسرائيلية. وبناءً على ذلك، قررت عدة دول أوروبية فك ارتباطها بالخط الأمريكي وبدء مسار الاعتراف بالدولة الفلسطينية بشكل مستقل.
ووفق المصادر، يهدف هذا التحرك إلى خلق زخم دولي يضع القضية الفلسطينية على مسار سياسي جديد، في ظل استمرار الحرب في غزة وتداعياتها الإنسانية والسياسية، مع تأكيد هذه الدول أن الاعتراف سيكون جزءًا من رؤية أوسع لحل الدولتين.