اعترفت شركة مايكروسوفت للمرة الأولى بتقديم دعم طارئ للحكومة الإسرائيلية بعد هجوم 7 أكتوبر، وذلك في إطار جهود إنقاذ المخطوفين، مؤكدة أنها أجرت تحقيقًا داخليًا وخارجيًا بعد ضغوط واسعة من موظفين وناشطين مؤيدين للفلسطينيين.
اعتراف استثنائي وتحقيق داخلي
في بيان نُشر على مدونة رسمية، كشفت مايكروسوفت أنها استعانت بجهة خارجية مستقلة لإجراء تحقيق في ما إذا كانت تقنياتها، خصوصًا خدمات Azure والذكاء الاصطناعي، استُخدمت في عمليات استهدفت مدنيين في غزة. التحقيق الذي شمل مقابلات مع عشرات الموظفين وتحليل وثائق داخلية، لم يجد أدلة على استخدام تقنياتها بشكل مسيء.
وأكدت الشركة أن علاقتها بوزارة الأمن الإسرائيلية هي "علاقة تجارية معتادة" تشمل تقديم خدمات سحابية وبرمجيات وترجمة، موضحة أن هذه الخدمات لا تشمل الوصول إلى أنظمة عمليات عسكرية مباشرة.
مساعدة إسرائيلية تحت إشراف دقيق
رغم تأكيدها أن تقنياتها لم تُستخدم لأغراض عسكرية، اعترفت مايكروسوفت بأنها قدمت "مساعدة طارئة" لإسرائيل لدعم جهود تحرير المخطوفين بعد الهجوم، وأوضحت أن كل طلب دُرس بشكل فردي، وجرى رفض بعضها، مع مراعاة "حقوق وخصوصية سكان غزة".
تصاعد التوتر داخل الشركة
بدأت الاحتجاجات ضد مايكروسوفت مؤخرًا ضمن حملة "لا لأزور للأبارتهايد"، شارك فيها موظفون حاليون وسابقون اتهموا الشركة بالتعاون مع ما وصفوه بـ"نظام الفصل العنصري الإسرائيلي". وانتقد الناشط حسام نصر البيان الأخير، واصفًا إياه بـ"المليء بالتناقضات والكذب"، ولاحظ غياب ذكر الفلسطينيين فيه.
وفي تصعيد للاحتجاجات، قاطعت موظفتان سابقتان، إحداهن المهندسة إبتهال أبو سعد، خطابات مسؤولين بالشركة خلال احتفال بمرور 50 عامًا على تأسيسها، مما أدى لاحقًا إلى فصلها. وتواصل الحملة احتجاجاتها في مؤتمرات الشركة، مطالبة بوقف كل أشكال التعاون مع الجيش الإسرائيلي وكشف العلاقات التجارية كاملة.
ضغوط متزايدة ومطالب بالشفافية
رغم أن البيان حاول تقديم الشركة كجهة توازن بين الأمن وحقوق الإنسان، إلا أنه تجنب تسمية الشركة التي أجرت التحقيق، ولم ينكر التقارير عن تقديم مايكروسوفت 19,000 ساعة دعم هندسي واستشاري للجيش الإسرائيلي في صفقة قُدرت بـ10 ملايين دولار.
كما لم تنف الشركة استخدام تقنيات من OpenAI، التي تمتلك فيها حصة، في ترجمة محادثات وتنصتات، وهي تقارير أثارت جدلاً إضافيًا حول مدى تورطها التقني في أنشطة أمنية.