ويتكوف يطرح مسودة دون تهديد عسكري وإيران تكشف تفاصيل المفاوضات في عُمان

أفادت تقارير بأن الجولة المقبلة من المفاوضات قد تُعقد في أوروبا بدلًا من عُمان، لتقليص مدة السفر على المبعوث الأميركي. وفي حين تعامل محللون أميركيون بحذر مع هذه التقارير

راديو الناس|
قال مصدر إيراني رفيع المستوى إن المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة التي انطلقت أمس (السبت) في العاصمة العُمانية مسقط، شهدت عرض مسودة أولية من قبل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، دون أن تتضمن أي إشارة إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني أو التهديد باستخدام القوة العسكرية.
ووفقًا لما نقله موقع Amwaj.media عن المصدر الإيراني، فقد تم تقديم هذه المسودة خلال محادثات مباشرة قصيرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي وويتكوف، بعد ساعتين ونصف من المباحثات غير المباشرة التي جرت بوساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
احتمال نقل المفاوضات إلى أوروبا وأفادت تقارير بأن الجولة المقبلة من المفاوضات قد تُعقد في أوروبا بدلًا من عُمان، لتقليص مدة السفر على المبعوث الأميركي. وفي حين تعامل محللون أميركيون بحذر مع هذه التقارير، اعتبروا أنه من الطبيعي أن تقوم مصادر إيرانية بتسريب معلومات تُظهر "مرونة أميركية" في هذا التوقيت.
أجواء إيجابية رسمية وتشكيك فعلي البيت الأبيض أعلن مساء أمس أن المحادثات جرت في أجواء "إيجابية"، فيما صرّح مسؤولون أميركيون أن التواصل المباشر بين ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني شكّل "خطوة إضافية نحو تحقيق نتائج متبادلة وفعالة"، وأكدوا أن الجانبين اتفقا على عقد لقاء جديد السبت المقبل.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقال من على متن طائرة الرئاسة "إير فورس 1": "المحادثات كانت لا بأس بها، لكن علينا الانتظار لنرى ما سيحدث. لا أحب الحديث عن ذلك الآن."
أربع جولات تفاوض ومطالب متبادلة وبحسب ما نُشر، فقد عُقدت أربع جولات من المحادثات، تم خلالها تبادل الرسائل بين الطرفين عبر الوسيط العُماني. ورغم بدء التواصل المباشر في الجلسة الأخيرة، إلا أن الفجوات بين الجانبين ما تزال كبيرة.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة واشنطن بوست: "اللقاء الأول هدفه الأساسي هو اختبار الإمكانيات واستكشاف سبل التقدّم. هذه مجرد بداية." وأضاف: "إذا سارت الأمور كما نأمل، يمكن الانتقال إلى نقاشات فنية أوسع قد تؤدي إلى اتفاق." لكنه حذر من احتمالية فشل المحادثات إذا حاول كل طرف توسيع دائرة المواضيع المطروحة.
مطالب إيرانية متوقعة من جانبها، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر إيرانية وأوروبية أن طهران ستطالب خلال المحادثات بـتخفيف سريع للعقوبات، والوصول إلى مليارات الدولارات المجمدة في الخارج، بالإضافة إلى وقف الضغط الأميركي على المشترين الصينيين للنفط الإيراني.
وفي المقابل، رجّحت المصادر أن تعرض إيران خفض نسبة تخصيب اليورانيوم إلى المستوى المسموح به في الاتفاق النووي الأصلي (3.67%)، لكنها لن توافق على التراجع الكامل عن التقدّم الذي أحرزته في البرنامج النووي حتى الآن.
تُظهر التطورات الأخيرة أن مسار التفاوض ما زال هشًا، في ظل انعدام الثقة بين الجانبين، وتباين حاد في سقف التوقعات، رغم محاولة الطرفين إبقاء الباب مفتوحًا أمام الحلول الدبلوماسية.