- قريب العائلة توفيق سليمان: "ما تلقيناه لم يكن خبر وفاة بل صاعقة حقيقية أصابت العائلة والمجتمع"
- وزارة الخارجية: نتابع مع القنصلية والسفير... وتأخير الإجراءات بسبب الأعياد
- خبير في مجال التلفريك: الصيانة غير الدقيقة قد تؤدي إلى كوارث... وما حدث قد يكون نتيجة إهمال
- العائلة تنتظر إعادة الجثمان وسط دعم من مسؤولين ومؤسسات رسمية
- نصيحة من الخارجية: التأمين عند السفر ضروري لتسهيل الإجراءات وتخفيف التكاليف
خيّمت أجواء من الحزن والأسى على بلدة المشهد والمجتمع العربي عمومًا، في أعقاب الإعلان عن وفاة الصيدلانية جنان عبد العزيز سليمان في حادث تلفريك مأساوي وقع خلال رحلة لها إلى إيطاليا، فيما أسفر الحادث أيضًا عن إصابة شقيقها، ثابت، الذي كان برفقتها. الحادث أثار صدمة واسعة في المجتمع، وفتح من جديد النقاش حول معايير السلامة في مرافق النقل الهوائي السياحية حول العالم.
فاجعة مؤلمة لعائلة ومجتمع بأكمله
وفي حديث خاص لراديو الناس، قال توفيق سليمان، قريب عائلة الفقيدة:"صباح مليء بالحزن والفاجعة، المشهد قاتم يلفّه السواد، في الوسط العربي عمومًا وفي المشهد خصوصًا. الألم حاضر في كل زاوية، ولكننا نقول ما يُرضي الله: الحمد لله على كل حال. نحن مؤمنون وصابرون بعد وفاة ابنتنا جنان، التي كانت في رحلة سفر إلى إيطاليا وانتهت بفاجعة أليمة. نتحدث عن شابة مثقفة، خلوقة، ومهذبة، كانت مثالًا في الأدب والعلم."
وأضاف:"كنت أول من تلقّى نبأ الوفاة، وكان حملًا ثقيلًا أن أنقل هذا الخبر المفجع إلى أفراد العائلة. تلقيت اتصالًا من وزارة الخارجية، وخلال طريقي إلى منزل العائلة، استعنت بقوة إيمانية خاصة مكنّتني من إيصال الخبر إلى الوالدين بطريقة مؤدبة ومهذبة، رغم صعوبته. الحديث يدور عن أب وأم ربّيا أبناءهما على الأخلاق والعلم والاحترام. ما تلقيناه لم يكن خبر وفاة فقط، بل صاعقة حقيقية، وكارثة أصابت العائلة والبلدة والمجتمع بأسره."
وتابع قائلًا:"شقيق المرحومة، ثابت، في حالة جيدة بحمد الله. كان هناك تنسيق مستمر مع مختلف الجهات، حيث سافر شقيقها وخالها فورًا إلى إيطاليا لمتابعة الإجراءات. ننتظر حاليًا عودة الجثمان لإتمام مراسم الدفن. للأسف، واجهنا بعض التأخير بسبب تزامن الحادثة مع الأعياد، سواء في البلاد أو في إيطاليا، رغم الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل الجميع، بدءًا من أعضاء كنيست، ومسؤولين، ووزارة الخارجية، والسفير الإسرائيلي في إيطاليا. الكل تجنّد لتقديم الدعم والمساعدة، ونسأل الله أن تكلّل هذه الجهود بعودة الجثمان في أسرع وقت ممكن."
وزارة الخارجية: نتابع عن كثب والتأخير بسبب الأعياد
وفي تصريح خاص، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، حسن كعبية:"باسم وزارة الخارجية، نتقدّم بأحر التعازي إلى عائلة الفقيدة في بلدة المشهد. إنها حادثة أليمة على العائلة كما على الوزارة. منذ اللحظة الأولى لتلقي الخبر، تحرّكت القنصلية الإسرائيلية في روما إلى موقع الحادث، كما قامت غرفة العمليات التابعة للوزارة بالتواصل المباشر مع العائلة، إلا أن الإجراءات تأخرت بسبب حلول الأعياد في إيطاليا."
وأضاف كعبية:"هناك العديد من الإجراءات التي تختلف من دولة إلى أخرى. في بعض الحالات، حتى وإن كانت أسباب الوفاة واضحة، تطلب بعض الدول إجراء تشريح للجثمان، بينما تسهّل دول أخرى الإجراءات في حال وجود القنصل الإسرائيلي وأحد أفراد العائلة، حيث يتم التعرف على الجثة والتوقيع على مستندات رسمية وفقًا لاتفاقيات ومعاهدات دولية."
وأوضح أن:"موعد نقل الجثمان لم يتحدد بشكل نهائي حتى الآن، لكننا نعمل بكل جهد لتسريع العملية، والسفير الإسرائيلي في إيطاليا تواصل شخصيًا مع العائلة لمواكبة التفاصيل."
وختم كعبية بتوجيه نصيحة مهمة:"أنصح الجميع باعتماد التأمين عند السفر إلى الخارج. رسوم التأمين منخفضة جدًا، لكنها تُحدث فارقًا كبيرًا في مثل هذه الحالات، سواء من حيث تسهيل الإجراءات أو تغطية التكاليف، ما يخفف العبء عن العائلة في الأوقات الصعبة."
خبير في مجال التلفريك: الصيانة الدقيقة هي المفتاح… ولا مجال للاستهتار
وفي حديث خاص، قال مدير عام تلفريك حيفا ومدير قسم تكنولوجيا المعلومات في مجموعة العفيفي:"نتقدم بداية بخالص تعازينا لعائلة سليمان في بلدة المشهد بوفاة الصيدلانية جنان، وندعو الله بالشفاء العاجل لشقيقها. ما حدث مأساة موجعة، ويجب أن يكون دافعًا لتعزيز ثقافة السلامة والصيانة في أنظمة النقل الهوائي."
وأضاف:"التلفريك يجب أن يكون وسيلة آمنة بالكامل، ولذلك تُفرض عليه بروتوكولات صيانة دقيقة وصارمة. في تلفريك حيفا، نعتمد نظامًا مزدوجًا؛ كابل واحد للسحب وآخر لحمل المقصورة، بينما في إيطاليا، ووفقًا للمعلومات الأولية، فإن النظام المستخدم يعتمد على كابل داخلي ضمن المقصورة نفسها، الأمر الذي قد يطرح تحديات صيانة مختلفة."
وأوضح أن:"هذا النوع من الحوادث لا يحدث إلا في حال وجود خلل في إجراءات الصيانة أو تقصير في المتابعة، كما شهدنا في حادث مشابه قبل أربع سنوات. في حيفا، يُجري طاقم الصيانة فحوصات دورية يومية، وأسبوعية، وسنوية، ونتبع تعليمات صارمة تتعلق بتغيير القطع واستخدام الزيوت الخاصة. لا مجال للتهاون في هذا المجال، فالحياة البشرية في الهواء تتطلب التزامًا كاملًا بالبروتوكولات."
وأكد:"حتى إذا لم تُسجَّل أية مشكلات في نهاية يوم العمل، يجب إجراء فحص جديد صباح اليوم التالي. جميع التفاصيل تُراجع، حتى البراغي، لأن أبسط إهمال قد يؤدي إلى كارثة."
وتطرق إلى المعايير الدولية، قائلًا:"هناك دول رائدة في هذا المجال مثل النمسا وفرنسا، حيث تُفرض رقابة مشددة على تشغيل التلفريك. لا أعرف بالتحديد مدى الالتزام في إيطاليا، لكن من المؤكد أن الاستهتار بالصيانة في أي بلد يشكل خطرًا كبيرًا. خلاصة الأمر أن الصيانة الدورية وفي الوقت المناسب هي الأساس لسلامة الركاب."
وختم بقوله:"نصيحتي العامة هي تجنّب ركوب التلفريك في حالات الطقس غير المستقرة أو السيئة، فحتى مع الالتزام الكامل بالصيانة، تبقى ظروف الطقس عنصرًا مهمًا في ضمان الأمان."