خبراء: سوق العمل الأميركي "عالِق" والركود قد يستمر

سوق العمل الأميركي يواجه حالة جمود غير مسبوقة وسط تباطؤ التوظيف وتنامي القلق من آثار الذكاء الاصطناعي والسياسات الاقتصادية غير الواضحة.

1 عرض المعرض
 سوق العمل الأميركي
 سوق العمل الأميركي
سوق العمل الأميركي
(Chatgpt)
أظهر أحدث تقرير للوظائف في الولايات المتحدة علامات ركود واضحة في سوق العمل، حيث يستمر التوظيف بمعدلات منخفضة تُعد من الأضعف خلال العقدين الأخيرين، فيما لا يبدو أن هناك حلولاً قريبة لإنعاش السوق المتباطئ.
بطء في التوظيف وارتفاع في البطالة
على الرغم من أن الشركات لا تزال توظف، إلا أن الوتيرة بطيئة، والبطالة ارتفعت جزئياً نتيجة ازدياد عدد الباحثين عن عمل من دون نجاح. كما ارتفعت أعداد العاطلين لفترات طويلة، وازداد عدد من تخلوا عن البحث عن وظائف، مما عمّق الفجوة الاقتصادية.
وقال دان نورث، كبير الاقتصاديين في "أليانز تريد"، إن الوضع يتّسم بـ"ركود حقيقي في سوق العمل"، حيث يتمسّك الموظفون الحاليون بوظائفهم دون مغادرتها خوفًا من المجهول، بينما التوظيف الجديد شبه متوقف.
التحوّلات الديمغرافية والسياسات تقيّد الانتعاش
رغم هذا الجمود، فإن الاقتصاد الأميركي لا يزال ينمو، ويُسجّل متوسط توظيف شهري بـ55 ألف وظيفة، وهو رقم منخفض لكن كافٍ لاستقرار السوق، بحسب جو بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في RSM. ويعزو ذلك إلى تقلص المعروض من العمالة مع تقاعد جيل "الطفرة السكانية" وقيود الهجرة.
ويضيف بروسويلاس أن السوق قد يستمر بهذا المعدّل لسنوات، لكنه سيكون اقتصادًا غير عادل، إذ ستُجنى الثمار من قبل الفئات الغنية فقط.
الذكاء الاصطناعي يزيد من الحذر
من العوامل المؤثرة أيضًا، بحسب الخبراء، تنامي دور الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الشركات أكثر حذرًا بالتوظيف. ويُضاف إلى ذلك ضبابية السياسات الحكومية، خصوصًا تلك المتعلقة بالضرائب، مما يُضعف ثقة الشركات ويدفعها إلى التريّث.
هل يمكن أن يتحسّن الوضع؟
يتوقّع بعض الاقتصاديين أن تبدأ السوق بالتعافي تدريجيًا خلال الفصول القادمة، خاصةً إذا ساعدت تخفيضات الفائدة التي بدأها الاحتياطي الفدرالي. لكن هذا التحوّل، بحسب البعض، قد يتطلب صدمة مثل ركود اقتصادي كبير يُعيد تشكيل التوازن من جديد.