يثير النفوذ الأمريكي على أنظمة طائرات F-35 العسكرية قلقًا متزايدًا في ألمانيا، ما يدفع إلى إعادة النظر في صفقة شراء بقيمة 8.4 مليار يورو تم الاتفاق عليها في عام 2022.
وفقًا لتقارير إعلامية أوروبية، تخشى برلين من وجود "زر قتل" أمريكي يسمح بإيقاف عمل أنظمة الطائرات عن بُعد، ما يهدد استقلالية ألمانيا في استخدام هذه المقاتلات المتطورة. وتأتي هذه المخاوف في ظل سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه حلف الناتو والتي توصف بأنها فاترة. مسؤولون مطلعون على الصفقة أكدوا أن الولايات المتحدة تمتلك القدرة على متابعة كل حركة تقوم بها المقاتلات، وقد تكون قادرة على تعطيلها عن العمل إذا رغبت بذلك.
إنتاج محصور داخل أمريكا وتحديثات محدودة
تصنع جميع أنظمة الاتصال والملاحة والحرب الإلكترونية لطائرات F-35 داخل الولايات المتحدة فقط، ما يضع الدول المشترية تحت رحمة التحديثات التقنية التي تقدمها واشنطن. بخلاف طائرات أمريكية سابقة مثل F-15، حيث كانت شركات محلية في دول الشراء تشارك في تطوير الأنظمة، فإن الاعتماد الكامل في F-35 هو على الشركات الأمريكية، ما يعزز مخاوف الدول من السيطرة التقنية الأمريكية على المقاتلات.
انعكاسات على إسرائيل وأوروبا
التبعية الأمريكية لا تقتصر على أوروبا، إذ تعتمد إسرائيل بشكل مطلق على الدعم الأمريكي في تشغيل طائراتها، ما قد يقيد قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية مستقلة دون موافقة واشنطن. وفي أوروبا، تدفع المخاوف إلى البحث عن بدائل محلية، حيث تجري فرنسا وألمانيا وإسبانيا مباحثات لتطوير مقاتلة أوروبية مشتركة. كما تعمل اليابان وبريطانيا وإيطاليا على تطوير طائرة شبحية محلية.