أصدرَت وزارة الصحة الإسرائيلية صباح اليوم (الثلاثاء) تقريرها السنوي حول معدلات التدخين في إسرائيل لعام 2024، حيث يكشف التقرير أن واحداً من كل 5 إسرائيليين بالغين يدخن بانتظام، ما يعادل نسبة تدخين تبلغ 20.5% – وهي نسبة ثابتة تقريباً خلال العقد الأخير، لكنها أعلى بنسبة 30% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ نحو 15.7%.
يستند التقرير إلى استطلاع "KAP" الذي أجرته إدارة التعليم وتعزيز الصحة والمركز الوطني لمكافحة الأمراض (מלב"ם) بعد اندلاع الحرب الأخيرة، وهو يشير إلى أن التدخين لا يزال يشكّل تحديا صحيا كبيرا في إسرائيل.
المجتمع العربي والحريديم بالصدارة
سلّط التقرير الضوء على الفجوات الصارخة في معدلات التدخين بين الفئات المختلفة في المجتمع. ففي المجتمع العربي، تصل نسبة الرجال المدخنين إلى 40.3%، أي ضعف المتوسط القومي في إسرائيل تقريبا، كما أظهر الاستطلاع أن نسبة التعرض للتدخين القسري (التدخين السلبي) في المجتمع العربي هي ضعف نسبتها في المجتمع اليهودي، حيث أبلغ ربع غير المدخنين عن تعرضهم للتدخين القسري بشكل متكرر.
من جهة أخرى، وللمرة الأولى، شمل التقرير استطلاعاً خاصاً بطلاب المدارس الثانوية في المجتمع الحريدي، والذي كشف عن نسب عالية من تجربة التدخين: 54% في المدارس الثانوية الدينية، و80% بين الشباب الحريديم (بين 12 و17 عاماً).
ارتفاع ملحوظ لاستخدام السجائر الإلكترونية
بحسب استطلاع معمق أُجري بين المراهقين لصالح وزارة الصحة، تعتبر السجائر الإلكترونية المنتج الأول الذي يجربه 53% من المدخنين الجدد. كما وثّق التقرير نسباً مرتفعة لاستخدام منتجات التدخين المنكّهة بين الشباب، بحيث أن 88% من المدخنين يدخنون النرجيلة، 82% من مستخدمي السجائر الإلكترونية، و45% من مستهلكي السجائر التقليدية وتبغ اللف.
تحذيرات صحية جديدة لأول مرة في إسرائيل
ولأول مرة في إسرائيل، سيتم إضافة تحذيرات صحية مصورة (غرافيكية) إلى جانب التحذيرات الكتابية الموجودة على علب منتجات التدخين، لتسليط الضوء على أضرار التدخين ومخاطر التعرض للتدخين القسري (السلبي).
وتشمل هذه التحذيرات الجديدة جميع منتجات التدخين مثل السجائر العادية والإلكترونية، النرجيلة، ومنتجات التبغ المخصصة للمضغ والامتصاص، بذلك، تنضم إسرائيل إلى قائمة الدول التي تفرض هذه التحذيرات، وتعتبر من أوائل الدول التي تطبّق تحذيرات مزدوجة – مصورة وكتابية – على السجائر الإلكترونية أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على حظر بيع أجهزة التبخير الإلكتروني ذات الاستخدام الواحد (الفابورات) وحظر بيع السجائر الإلكترونية المنكّهة.
تقصير في تطبيق القانون رغم جهود السلطات
يشير التقرير إلى أن 82 سلطة محلية وإقليمية أبلغت وزارة الصحة العام الماضي عن أنشطتها في إطار قانون منع التدخين في الأماكن العامة. لكن أكثر من 65% من السلطات المحلية لم تلتزم بالإبلاغ كما يفرضه القانون، وبعض السلطات المبلّغة لا تطبق القانون بشكل فعّال.
وزير الصحة، عضو الكنيست أوريئيل بوسو، قال إن "الوضع الذي نعرضه اليوم يعكس حقيقة مقلقة، بحيث أن وباء التدخين ما زال مستمراً ويمثل أحد أخطر عوامل الخطر الصحية في إسرائيل، وهو مسؤول عن أمراض ووفيات يمكن منعها – خصوصاً بين الشباب. هذا واجب قومي لحماية صحة الجمهور، ونحن نستخدم كل الوسائل المتاحة لمحاربته."
من جهته، أوضح مدير عام وزارة الصحة، موشيه بار سيمان طوف، أن منع التدخين وأضراره في رأس أولويات الوزارة، مضيفا "للأسف، استخدام السجائر الإلكترونية، خصوصاً بين الشباب، يتصاعد بشكل مثير للقلق، ما يفاقم من ظاهرة التدخين عموماً". وأشار إلى أنه تم تشكيل فريق عمل قومي بمشاركة كل الجهات المعنية لمراجعة سياسة مكافحة التدخين في إسرائيل، حيث أُقرت مبادرة إضافة التحذيرات المصورة، إلى جانب خطوات مثل زيادة الضرائب على منتجات التدخين المختلفة، وإطلاق حملات توعية واسعة النطاق.