قررت شركات الطيران التركية "الخطوط الجوية التركية" و"بيغاسوس"، التخلي عن حصص الهبوط والإقلاع الخاصة بهما في مطار بن غوريون، في إجراء يدل على أنهما لن تعودا للعمل في إسرائيل على الأقل حتى ما بعد الشتاء القادم.
ويمثل قرار الشركات التركية تغييرًا استراتيجيًا هامًا. ففي حين اعتُبر توقف الرحلات مع اندلاع الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023، كتعليق مؤقت، إلا أن التخلي عن الحصص يشير إلى تخطيط طويل الأمد، وإلى أن الشركات لا ترى إمكانية للعودة إلى العمل في إسرائيل في المستقبل المنظور.
وأوضح مصدر رفيع في قطاع الطيران في إسرائيل أن "التخلي عن الحصص خطوة دراماتيكية في عالم الطيران"، مضيفا أن "هذه حقوق ثمينة، أحيانًا يتطلب الحصول عليها سنوات".
سد الفراغ في قطاع الطيران الإسرائيلي
بالنسبة للخطوط الجوية التركية، التي كانت من الشركات الرائدة في سوق الرحلات من إسرائيل، فهذا تغيير استراتيجي كبير. فالشركة، التي تُدار كشركة تجارية لكنها مملوكة جزئيًا للحكومة، تتخلى عن مسار جوي يُعتبر من خطوطها الربحية.
فالخط إلى إسطنبول كان مهمًا ليس فقط بسبب الطلب المباشر عليه، بل بفضل إمكانيات الربط التي وفرها للمسافرين الإسرائيليين، حيث شكّل بوابة إضافية إلى أوروبا، أمريكا والشرق الأقصى.
ويخلق توقف نشاط الشركات التركية فراغًا في قطاع الطيران الإسرائيلي، خاصة في جانب رحلات المتابعة، إلا أنه خلال العامين الماضيين، قامت مطارات مثل أبو ظبي ودبي وفيينا وفرانكفورت بسد جزء من هذا الفراغ.
ورغم ذلك، كانت إسطنبول توفر مزيجًا فريدًا من سهولة الوصول، السعر، وتنوع الوجهات.
خطوة سياسية أم اقتصادية؟
رغم أن شركات الطيران تتصرف بدوافع تجارية، إلا أنه لا يمكن تجاهل السياق السياسي الأوسع. فالعلاقات بين إسرائيل وتركيا مرت بتقلبات على مر السنين، ويبدو أن الوضع الحالي يؤثر أيضًا على القرارات التجارية.
وتشير تقارير إسرائيلية إلى أن اختيار شركات الطيران التركية بالتخلي عن الحصص في مطار بن غوريون، الذي له دلالة اقتصادية كبيرة، يثير تساؤلات حول مدى تأثير الاعتبارات السياسية على القرارات التشغيلية للشركات التركية.
متى ستعود الشركات التركية؟
وتشير التقديرات إلى أن عودة شركات الطيران التركية إلى الأجواء الإسرائيلية لن تكون سريعة، إلا أن عالم الطيران والقرارات فيه تتغير دائما بحسب الظروف.
في هذه الأثناء، يسعى قطاع الطيران الإسرائيلية إلى التكيّف مع الواقع الجديد، حيث تبحث شركات أخرى عن طرق لملء الفراغ الذي خلفه الغياب التركي عن أجواء إسرائيل.