شركة تونسية تصنع من نفايات الزيتون وقودا

شركة تونسية ناشئة تبتكر فكرة تحويل نفايات عصر الزيتون، المعروفة محليًا بـ"الفيتورة  إلى مصدر طاقة فعّال وصديق للبيئة

راديو الناس|
1 عرض المعرض
شجرة زيتون
شجرة زيتون
شجرة زيتون
(فلاش 90)
في قلب بساتين الزيتون التونسية، تبرز شركة ناشئة بنهج ابتكاري في مواجهة التحديات البيئية، حيث نجحت في تحويل نفايات عصر الزيتون، المعروفة محليًا بـ"الفيتورة"، إلى مصدر طاقة فعّال وصديق للبيئة.
شركة "بيوهيت"، التي أسسها المهندس التونسي ياسين خليفي، طورت تكنولوجيا فريدة لضغط بقايا الزيتون وتحويلها إلى قوالب وقود صلب يمكن استخدامها بديلاً عن الحطب في المواقد والمدافئ والأفران. ويقول خليفي: "استطعنا تطوير تكنولوجيا خاصة بنا، واليوم هي محمية ببراءة اختراع دولية".
ويوضح خليفي أن هذه النفايات تشكل عبئًا بيئيًا ضخمًا إذا لم تُعالج، مضيفًا: "مساهمتنا تكمن في تحويل هذه النفايات إلى مصدر طاقة، بدلًا من تركها تتراكم في الطبيعة".
وتبرز القوالب التي تنتجها "بيوهيت" بفوائد بيئية واقتصادية كبيرة، إذ أن كيلوغرامًا واحدًا منها يعادل أربعة كيلوغرامات من الحطب، ويقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 30% أثناء الاحتراق، كما أن عملية الإنتاج نفسها ذات بصمة كربونية منخفضة بفضل اعتمادها على التجفيف الطبيعي بالهواء واستخدام موارد ضغط محدودة.
وتنتج تونس، التي تُعد من أكبر منتجي زيت الزيتون عالميًا، نحو 1.5 مليون طن من بقايا الزيتون سنويًا، معظمها يُترك دون استغلال. ويرى حكيم سلمي، مدير شركة "هارميلا" لإنتاج الزيت، أن مشروع "بيوهيت" قادر على تحويل نسبة كبيرة من هذه النفايات إلى قيمة مضافة، ما يسهم في حماية البيئة وتقليل التلوث.
وقد بدأت قوالب "بيوهيت" تجد طريقها إلى المطاعم، ودور الضيافة، والمدارس، خاصة في المناطق الريفية التي تعاني من برودة الشتاء وندرة مصادر الطاقة. ويقول محمد حرار، صاحب مطعم "ألورا" في تونس: "الفيتورة عوضت الحطب لدينا. هي أوفر وأكفأ من الناحية الحرارية، وساعدتنا ماليًا بشكل كبير".
وتوظف "بيوهيت" حاليًا عشرة عمال في ورشة بمنطقة منوبة، حيث يتم استقبال شاحنات محمّلة بنفايات الزيتون، وتحويلها إلى قوالب أسطوانية الشكل تُجفف في الهواء لمدة شهر قبل تعبئتها وطرحها في السوق.
ولا تقتصر فوائد هذا الابتكار على الحفاظ على البيئة وتقليل التكاليف، بل تسهم أيضًا في تقليص اعتماد تونس على الوقود المستورد، ما يجعل من "بيوهيت" نموذجًا ناجحًا يجمع بين ريادة الأعمال والاستدامة البيئية.