أقرّ مسؤول سياسي إيراني رفيع رفض الكشف عن اسمه، بأن إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أبلغت إيران مسبقاً بنية شن ضربات على منشآت نووية إيرانية خلال الحرب مع إسرائيل، ما أتاح للإيرانيين إخلاء الموظفين ونقل كميات من اليورانيوم المخصب إلى مواقع آمنة.
وبحسب المصدر الذي نقلت عنه منصة "أمواج"، جرى نقل الرسالة الأميركية عبر وسيط ثالث، وتضمنت تأكيد واشنطن أنها لا تريد حرباً شاملة وأن الهجوم سيقتصر على منشآت محددة في فوردو، أصفهان وناتنز.
ترامب: دمرنا المنشآت المستهدفة
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في 21 يونيو/حزيران الماضي أن المنشآت المستهدفة "دُمرت تماماً"، وهدد بأن أي هجوم إيراني لاحق سيواجه برد "أكبر بكثير وأسهل بكثير"، فيما نقلت مؤسسة FDD الأميركية عن "مصدر إسرائيلي" قوله إن الضربات "أنهت برنامج إيران النووي عملياً"، متوقعاً تأكيداً نهائياً خلال 24 ساعة.
ومع ذلك، لم تصدر تقييمات رسمية دقيقة لحجم الدمار، في حين كانت تقديرات سابقة قد أشارت إلى الحاجة لقصف أوسع بالنظر إلى عمق التحصينات في فوردو الذي يتراوح بين 80 و90 متراً.
3 عرض المعرض
رصد شاحنات تنقل اليورانيوم من منشأة فوردو قبل أيام من قصفها
(بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية عام 2007)
وأكدت إيران رسمياً أن منشآتها في فوردو وأصفهان وناتنز تعرضت للقصف لكنها لم تنشر تفاصيل إضافية. وفي بيان مقتضب صباح 22 يونيو، وصفَت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية الهجوم الأميركي بأنه "عمل وحشي يناقض القانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي ". فيما أدانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الهجمات الأميركية قائلة إنها جرت "للأسف في ظل لا مبالاة، بل بدعم ضمني" من هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة.
كما شددت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أن إيران "رغم مؤامرات الأعداء، وبفضل آلاف العلماء والخبراء، لن تسمح بوقف تطوير صناعتها النووية الوطنية"، مؤكدة اتخاذ "إجراءات قانونية" رداً على الهجوم.
تحذير مسبق
وخلال الحرب مع إسرائيل، حرصت إيران على تأكيد رفضها خوض مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، فيما حذر ترامب حذر قائلاً: "عليهم صنع السلام فوراً وإلا سيتعرضون لهجمات أخرى"، وأضاف في بيان رسمي: "ما زالت لدينا أهداف كثيرة. كانت الليلة الماضية الأصعب. إذا لم يتحقق السلام سريعاً، سنلاحق بقية الأهداف بدقة وسرعة وكفاءة".
وتشير تقديرات إلى أن ترامب حرص، من خلال التحذير المسبق، على تفادي مواجهة شاملة، في سيناريو يشبه ما جرى مطلع 2020 حين ردّت إيران بهجوم صاروخي محدود على قواعد أميركية في العراق عقب اغتيال قاسم سليماني.