تستعد إسرائيل لاحتمال اندلاع جولة قتال جديدة مع حزب الله، في ظل تحذيرات أجهزة الاستخبارات من أن الحزب يعمل على إعادة بناء قوّاته العسكرية بعد الضربات التي تلقّاها خلال الأشهر الأخيرة.
تحذيرات استخبارية ومؤشرات ميدانية
أفادت تقديرات في جهاز الاستخبارات العسكري بأن حزب الله يسعى إلى استعادة مكانته كقوة عسكرية رئيسية في لبنان، مشيرين إلى نشاط مكثّف للحزب شمال نهر الليطاني. ووفقًا للتقارير، نقلت إسرائيل معلومات استخبارية إلى الولايات المتحدة وآلية الرقابة الأممية، تؤكد أن الحزب أعاد تفعيل جزء من منظومته اللوجستية ويتلقى شحنات أسلحة من إيران عبر العراق وسوريا.
في المقابل، أشارت مصادر أمنية إلى أن الجيش اللبناني يتجنّب مواجهة الحزب، ولا يبذل جهودًا جدّية لمنع إعادة تسليحه. وتقول إسرائيل إن وتيرة إعادة بناء القوة العسكرية لحزب الله تفوق قدرة الجيش اللبناني على فرض سيادته أو تطبيق قرارات مجلس الأمن.
مواقف أميركية وقلق لبناني
المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا، توم باراك، عبّر الأسبوع الماضي عن قلقه من تراجع عملية نزع سلاح الحزب، داعيًا إلى حصر امتلاك السلاح بيد الدولة اللبنانية. وتؤكد مصادر أمنية إسرائيلية أن تصريحات باراك جاءت استنادًا إلى أدلة قدّمتها إسرائيل حول خرق الحزب لشروط وقف إطلاق النار.
في الجانب اللبناني، اتهمت مصادر سياسية إسرائيل بالتصعيد الميداني واللفظي للضغط على الحكومة اللبنانية للدخول في مفاوضات جديدة، بينما يرى محللون أن إسرائيل تسعى لترسيخ معادلة ردع جديدة تمنع الحزب من استعادة نفوذه.
تصعيد محدود وتخوف من اتساع المواجهة
بحسب تقديرات أمنية، أسفرت الغارات الإسرائيلية منذ وقف إطلاق النار عن مقتل نحو 400 من عناصر الحزب وتدمير عشرات البنى التحتية، مع استمرار نشاط الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية بتنسيق مع واشنطن. ومع ذلك، لا تُستبعد إمكانية اندلاع مواجهة أوسع إذا واصل حزب الله جهوده العسكرية، في ظل تحوّل في "عقيدة الأمن" الإسرائيلية التي باتت تركز على "ضرب التهديد في بدايته"، وفق ما صرّح مصدر أمني لصحيفة "هآرتس".


