سلّط برنامج "المختص المفيد" مع الإعلامية عفاف شيني الضوء على موضوع الحساسيات، باستضافة د. نزار حبيب أبو حلو، المختص بالأمراض الباطنية وجهاز المناعة والحساسية، الذي قدّم شرحًا شاملًا حول أنواع الحساسيات، مسبباتها، طرق التشخيص والعلاج، وأهميتها في حياتنا اليومية.
20-40% من السكان يعانون من نوع من أنواع الحساسية
أوضح د. أبو حلو أن الحساسية هي رد فعل مبالغ فيه من جهاز المناعة تجاه مواد غير ضارة عادة، ويُقدّر أن ما بين 20 إلى 40% من السكان يعانون من أحد أنواع الحساسيات. أبرزها: حساسية الأنف التحسسية، حساسية الطعام، حساسية الأدوية، وحساسية من لسعات النحل أو الدبور. وأشار إلى أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورًا أساسيًا في تطوير هذه الحالات.
حساسية الأنف الأكثر شيوعًا – و"التطعيم" علاج طويل الأمد
بيّن أن التهاب الأنف التحسسي هو النوع الأكثر شيوعًا، يصيب حتى 30% من السكان، ويرتبط غالبًا بالغبار، عثّة الغبار، حبوب اللقاح، وبر الحيوانات والعفن. يتم التشخيص عادة عبر اختبار الجلد أو فحص دم خاص. أما العلاج، فيبدأ من الوقاية، ويشمل أدوية مضادة للهستامين، بخاخات أنفية، وفي بعض الحالات يتم اللجوء إلى تطعيم خاص للحساسية قد يدوم تأثيره لسنوات.

حساسية الطعام: خطر حقيقي على الحياة
حذّر د. أبو حلو من أن حساسية الطعام قد تكون مميتة، وتشمل أعراضها طفحًا جلديًا، ضيق تنفس، وانخفاضًا حادًا في ضغط الدم، فيما يُعرف بـ"الصدمة التحسسية". أكثر الأطعمة المسببة تشمل الحليب، البيض، المكسرات، الأسماك والمأكولات البحرية. وشدّد على أهمية حمل حقنة الأدرينالين (EpiPen) لمن يعانون من هذه الحساسية.
حساسية الأدوية ولسعات الحشرات: تشخيص دقيق قد ينقذ حياة
تناول اللقاء أيضًا الحساسية تجاه أدوية مثل البنسيلين وبعض المسكنات، مؤكدًا أهمية التمييز بين رد فعل تحسسي حقيقي وعدم تحمّل الدواء. كما أشار إلى أن 3% من الناس قد يطورون رد فعل خطيرًا تجاه لسعات النحل أو الدبور، وهي حالات تستدعي تشخيصًا دقيقًا وإمكانية اللجوء إلى "تطعيم وقائي" مدى الحياة.
ارتكاريا الجلد: ليست دائمًا حساسية
ختم اللقاء بالحديث عن "الارتكاريا" أو الشرى الجلدي، الذي يظهر كطفح جلدي مفاجئ في أنحاء الجسم وغالبًا ما يُنسب بالخطأ إلى الطعام أو الحساسية، بينما يكون سببه داخليًا، أو نتيجة ضغط نفسي أو حرارة.
أكّد د. أبو حلو أن أمراض الحساسية تتفاوت بين ما يؤثر على جودة الحياة وما قد يُهدّد الحياة، وأن التشخيص الصحيح عبر طبيب مختص هو الخطوة الأولى نحو العلاج السليم والتعامل الآمن، خاصة لدى الفئات العمرية النشطة والمعرضة لهذه الحالات.