شهدت ساحة المختطفين في تل أبيب مساء اليوم تظاهرة شاركت فيها عائلات مختطفين وناجون من الأسر إلى جانب آلاف من المواطنين، وذلك في ظل استمرار احتجاز 18 من المختطفين الذين قضوا في غزة، ومع إعلان حركة حماس أنها ستسلم مساء اليوم جثتين إضافيتين. وأعلن منتدى العائلات أن الاتفاق الخاص باستعادة الرهائن «ينتهك بصورة فاضحة» وأن «النضال مستمر» حتى استعادة الجميع.
ونقلت منصات إعلامية محلية البث المباشر من التجمع، حيث تحدثت عيناف زنجاوكر، والدة الناجي من غزة متان زنجاوكر، ووجهت كلمةً أمام الحضور قائلةً إن «متان الآن في منزلنا يجلس في الصالون ويشاهده المواطنون، وقلبه مملوء بالامتنان». وأضافت أنها ممتنة للمتظاهرين وللوقفة الجماهيرية التي ساهمت، بحسب قولها، في عودة ابنها إلى الوطن سالماً.
وركزت كلمات المتحدثين على مطلب إعادة جميع المختطفين، بمن فيهم الجثث، ورفض ما وصفوه بـ«تقاعس الحكومة» في التعامل مع أحداث 7 أكتوبر. وقالت زنجاوكر إن «النضال لن ينتهي حتى يُعاد آخر قتيل إلى وطنه، وأن النصر الذي نأمل به لن يتحقق إلا بإعادة جميع الجثث»، مؤكدةً دعمها لعائلات القتلى ومطالبتها بفتح لجنة تحقيق قومية «هي ولا غيرها» لتقصي المسؤوليات، وفقا لتعبيرها.
وجرت في خطابات أخرى انتقادات للحكومة ورأسها، مع تحميل مسؤولية «التقصير والإخفاق» في التعامل مع الهجوم وتداعياته. كما كرّمت الكلمات، بشكل متكرر، الجنود وضحايا العملية، ونددت بمحاولات لطمس المسؤوليات أو تبرير ما حدث.
من جهة أخرى، ذكر المنظمون في بيانٍ أن التزامهم «القيمي والأخلاقي والوطني» يكمن في إعادة جميع المختطفين حتى «آخر واحد»، وأن تطبيق الاتفاق الموقع يجب أن يُواجه بردود فعلٍ شديدة من قِبل الحكومة والوسطاء في حال استمرار الخروقات، محذرين من «إعادة التاريخ ذاته» إذا ما تُركت القضايا دون محاسبة.
تأتي التظاهرة في وقت يستمر فيه ملف المختطفين وملف الجثث العالقة في التبادل بين أطراف النزاع محاطاً بتوترات سياسية وشعبية واسعة داخل إسرائيل، حيث تطالب عائلات المختطفين والمجتمع المدني بتسريع عمليات الاسترداد ومحاسبة المسؤولين عن الإخفاقات، بينما تواصل الوساطات الدولية والإقليمية محاولاتها للتوصل إلى حلول لإدارة الملف الإنساني والأمني.


