يلاحظ في الفترة الأخيرة تسجيل ارتفاع ملحوظ في أمراض التهاب الأمعاء المزمنة، بالذات في المجتمع العربي، إذ إن هناك ارتفاع حاد ومقلق (حسب معطيات محتلنة نُشرت من الأبحاث الأخيرة والتي تم عرضها بالكنيست بشهر مارس الأخير بإطار تقليص الفجوات بالمجال الصحي، حسب المعطيات هناك نحو 7000 مشخص من المجتمع العربي).
أمراض التهابات الأمعاء المزمنة INFLAMMATORY BOWEL DISEASE (IBD) تصيب الجهاز الهضمي، وتتميز بتشويش نشاط الجهاز المناعي. هناك نوعان من الأمراض: التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
داء الكرون: (Crohn’s Disease) ممكن أن يصيب أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج. وبه تلتهب بطانة الجهاز الهضمي. وكثيرًا ما تصيب هذه الحالة المرضية الطبقات العميقة في الجهاز الهضمي. داء كرون غالبًا يصيب الأمعاء الدقيقة. ومع ذلك، يمكن أن يصيب الأمعاء الغليظة أيضًا.
التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis): يصيب فقط القولون (الأمعاء الغليظة) والمستقيم. الالتهاب يكون عادةً في الطبقة السطحية من بطانة القولون. تنطوي هذه الحالة المرضية على الإصابة بالتهاب وقروح على طول بطانة القولون والمستقيم.
أعراض التهاب القولون التقرحي وداء كرون عادة تشمل ألمَ البطن والإسهال ونزيف المستقيم والتعب الشديد ونقصان الوزن.
بعض الأشخاص، يكون مرض الأمعاء الالتهابي مجرد مرض خفيف. والآخرين، قد يتطور عندهم إلى مرض يُسبب العجز ويؤدي إلى مضاعفات تحد من جودة حياتهم، تختلف أعراض مرض الأمعاء الالتهابي حسب مدى شدة الالتهاب وموضعه. وقد تتفاوت الأعراض بين بسيطة وشديدة. يمر الشخص المصاب بمرض الأمعاء الالتهابي غالبًا بفترات من تفاقم المرض تليها فترات من التعافي والسكون.
أعراض قد تشير إلى التهابات مزمنة في الأمعاء:
* إسهال متكرر (قد يكون مصحوبًا بالدم أو المخاط)
* آلام أو تقلصات متكررة في البطن
* نزيف من المستقيم أو وجود دم في البراز
* فقدان غير المبرر للوزن
* شعور دائم بالتعب أو الإرهاق
* حمى متكررة بدون سبب واضح
* فقدان الشهية
* الإحساس بالحاجة للذهاب للحمام حتى بعد الإخراج (Tenesmus)
* مشاكل خارج الجهاز الهضمي مثل: ألم المفاصل، تقرحات الفم، التهاب العين، أو الطفح الجلدي
متى يجب زيارة الطبيب؟
* إذا استمرت الأعراض أكثر من عدة أسابيع
* إذا لاحظت دمًا في البراز
* إذا بدأت تعاني من فقدان وزن سريع
* إذا كان لديك تاريخ عائلي لأمراض الأمعاء الالتهابية
الفحص المبكر يساعد على التشخيص الدقيق وتقليل المضاعفات وملاءمة العلاج!!!
علاج هذه الأمراض يتطلب إشراك العديد من المعالجين من الفريق متعدد التخصصات بأكمله، والهدف من كل منهم هو المساهمة معًا وفقًا لخبرة كل شخص في مجال رفاهية المريض. الهدف المشترك هو تزويد المريض بأحدث المعلومات، بالإضافة إلى العلاج الأكثر فاعلية وسهولة الوصول إليه وأخذ العلاج بطريقة آمنة وصحيحة.
سوف أزودكم بعدة إرشادات تساعدكم على تخطي المرض والعيش مع هذه الأمراض:
● اختيار الطاقم الطبي - طلب المشورة والعلاج والمتابعة في المراكز المتخصصة لعلاج مرض التهاب الأمعاء (IBD). عادةً ما يتم اكتساب الخبرة العلاجية في هذه المراكز، وعادةً ما يكون لهذه المراكز أيضًا فريق خاص متعدد التخصصات يعمل هناك يشمل طبيبًا مختصًا بالتهابات الأمعاء المزمنة، أخصائية تغذية، أخصائية نفسية، عاملة اجتماعية وأطباء مختصون آخرون. هناك خدمة من ممرضات أمراض الأمعاء الالتهابية من ذوي الخبرة في المجال الذي يتمثل دورهم في: إرشاد المريض، التدريب، توفير المعلومات المحدثة، فضلاً عن كونهم همزة الوصل بين المريض والطاقم المعالج.
● كن شريكًا نشطًا - من المهم جدًا أن تكون شريكًا نشطًا لفريق الرعاية في تقديم معلومات محتلنة والتواصل مع الطاقم المختص، والالتزام بتوصيات الطاقم، واختيار مقدمي الرعاية من الفريق متعدد التخصصات، وفي النهاية في اختيار العلاج الأنسب. لتكون شريكًا في العلاج، حاول فهم مسار المرض وإجراءات العلاج من خلال التوجيه الفردي الذي ستتلقاه من ممرضات أمراض الأمعاء الالتهابية الذين يعالجونك في المركز. سيساعدك ممرضو أمراض الأمعاء الالتهابية في بناء برنامج علاج ومتابعة فريد من نوعه سيساعدك على إدارة مرضك.
● الاستجابة، الالتزام بالعلاج والمواظبة على تلقي العلاج - تعد الاستجابة والالتزام بالعلاج مسألة مهمة أخرى تستحق الحديث عنها. إن الوصول في الوقت المحدد لزيارة متابعة أو للعلاج في الوقت المناسب له أهمية كبيرة جدًا. على سبيل المثال، يؤدي التأخير في تلقي دواء بيولوجي إلى انخفاض مستوى الدواء في الدم وتكوين الأجسام المضادة، بحيث يتم في الواقع إنشاء حالة يفقد فيها الدواء تأثيره العلاجي. قد يؤدي التأخير في زيارات المتابعة أو التأخير في إجراء الاختبارات إلى حالة لا يتعرف فيها الطاقم المعالج على علامات تهيج المرض بشكل كافٍ في الوقت المناسب، وقد يؤدي أيضًا إلى حالة لا يكتشف فيها الطاقم المعالج الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
بسبب الوعي غير الكافي لهذه الأمراض في المجتمع العربي وانتشارها بشكل ملحوظ في العقود الأخيرة، وأيضًا التغيرات التي طرأت على نمط الحياة (ضغوطات الحياة، التغذية الغربية وغيرها) في المجتمع العربي، ونقص المعلومات الطبية، بادرت الجمعية الإسرائيلية لمرضى الكرون والتهاب القولون التقرحي وبالتعاون مع الممرضة علا حاج إلى إقامة خط دعم خاص باللغة العربية، يستطيع من خلاله مرضى الأمعاء الالتهابية المزمنة وعائلاتهم الاتصال والاستفسار والحصول على المعلومات والإرشاد والتوجيه في كل ما يتعلق بجوانب مرضهم، بما فيها التجديدات العلاجية الجديدة، كيفية تناول الجرعات بطريقة آمنة، حقوق المرضى في التأمين الوطني، نصائح لعائلة المريض وخاصة للأمهات التي يعاني أطفالها من هذا المرض، ودعم وتعزيز المريض في إدارة مرضه.
إضافة إلى ذلك تقوم الجمعية بترتيب ورشات عمل وأيام تعليمية مع طاقم مختص لرفع الوعي، وأيضًا قمنا بنشر كراسة توعوية باللغة العربية لطلاب المدارس وذويهم والعاملين في سلك التعليم حول حقوق الطلاب والتسهيلات المستحقة لهم، كما تنظم الجمعية رحلة ترفيهية للأطفال المشخصين بالتهابات الأمعاء المزمنة وذويهم في الصيف المقبل. إضافة إلى ذلك تقوم الجمعية بخدمات عديدة وإضافية أخرى.
خط الدعم باللغة العربية:
أيام الخميس من الساعة السابعة مساءً حتى العاشرة ليلًا
03-7441391
للانتساب للجمعية:
03-6421999
كل يوم من الساعة العاشرة صباحًا حتى الخامسة عصرًا
علا الحاج - محامية وممرضة مسؤولة عن وحدة التهابات الأمعاء المزمنة بمستشفى شيبا تل هشومير، ومديرة القسم العربي بالجمعية الإسرائيلية لمرضى الكرون والكوليتيس