قُتلت السيّدة لطيفة نعامنة شاهين، البالغة من العمر 86 عامًا، مساء الخميس، إثر إطلاق نار خلال تواجدها منزلها في مدينة عرابة، ما أدى إلى إصابتها بجراح حرجة توفيت على إثرها لاحقًا في المستشفى.
ووفق إفادات العائلة، فإن الضحيّة كانت تجلس في منزلها عند حلول الغروب، حين اقتحم ملثمون ساحة البيت وفتحوا النار بشكل عشوائي على المبنى والسيارات القريبة، فأُصيبت السيدة المسنّة برصاصة في صدرها.
وفي حديث خاص مع راديو الناس، قال نجل الضحية، خالد شاهين: "كانت الوالدة جالسة على الشرفة، حتى وصل المجرمون وباشروا إطلاق النار من كل حدب وصوب دون أي مراعاة، وقتلوا امرأة مسنّة عمرها 86 عامًا. هذا يدلّ على انفلات كامل، ولا أحد بات يحسب حسابًا لأي شيء".
الرصاص اخترق السكينة: الشهادة المؤلمة من نجل الضحية
وأضاف شاهين: "لو كنا أصحاب مشاكل، لربما كان هناك ما يفسّر ما جرى، لكن لا يوجد لدينا أي عداء مع أحد. الوالدة كانت جالسة بهدوء، وشقيقي وابن عمي كانا قريبان من المنطقة عندما بدأ إطلاق النار بشكل هستيري يمينًا ويسارًا".
عائلة بلا خصومات: "هذا انفرض علينا"
وتابع: "الجميع يشهد لها بالخير، اسمها وسمعتنا طيبة. نحن عائلة محترمة، ما جرى فُرض علينا قسرًا". وعن تعامل الشرطة مع الجريمة، قال: "الشرطة قامت بواجبها حتى الآن، لكننا لا نعلم أي شيء عن مجريات التحقيق".
الشيخ معين صح من لجنة السلم الأهلي: غضب واستنكار في المدينة
اليوم السادس مع محمد أبو العز محاميد
05:00
من جانبه، قال الشيخ معين الصح، وهو مدرس وعضو في لجنة السلم الأهلي العرّابية، في حديث مع راديو الناس: "هذه الجريمة هزّت المدينة بأكملها، بل المجتمع العربي كله. امرأة مسنّة، تجلس على شرفة بيتها، تمسك مسبحتها وتسبّح الله، فتُغتال برصاصات الغدر. مشهد مؤلم، وغريب، ويثير الغضب والاستياء".
لجنة السلم الأهلي: غضب واستنكار في المدينة
وأوضح الشيخ معين أن التحقيقات لا تزال في بداياتها، وأنه "وفق ما نقلته العائلة، توقفت سيارة في مدخل البيت، ترجل منها ملثمون وأطلقوا النار على المنزل والسيارات، مما أسفر عن إصابة المرحومة، دون أن يكون هناك أي خلفية واضحة للجريمة". وأضاف: "هذا بيت معروف بسمعته الطيبة، ولا توجد عليه أي شبهات".
وفي ما يخصّ تحرّك لجنة السلم الأهلي، قال الشيخ الصح: "نحن في اللجنة نحاول دائمًا التدخل لحل النزاعات، خاصة تلك القائمة على خلافات مالية أو عقارية بسيطة، والتي يمكن معالجتها بالحوار والوساطة. أما ما نراه اليوم من عنف وقتل عشوائي فهو يجرّ المجتمع إلى مزيد من المصائب والرعب". وأضاف: "هذه الجريمة تضاف إلى سلسلة جرائم قتل الأبرياء، الذين لا ذنب لهم سوى وجودهم في المكان الخطأ".
الشرطة، من جهتها، أعلنت أنها فتحت تحقيقًا في الجريمة، ولم تُعلن حتى الآن عن اعتقال مشتبهين أو توفر خيوط واضحة حول خلفية الحادث.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة من حوادث العنف المتصاعدة في المجتمع العربي، والتي أودت بحياة العشرات منذ بداية العام، وسط مطالبات متكرّرة للشرطة والسلطات ببذل جهد حقيقي لوقف دوامة الدم.