أوقفت الشرطة فجر اليوم مواطنًا من المجتمع اليهودي، بعد بلاغ عن تجوّله بشكل مريب قرب أحد المنازل في مدينة أم الفحم، في حادثة أثارت حالة من القلق والتساؤلات في صفوف الأهالي.
وبحسب ما جاء خلال مقابلة أجرتها الإعلامية شيرين يونس ضمن برنامج “استديو المساء” عبر إذاعة راديو الناس، مع الناشط الاجتماعي والسياسي يوسف محاميد من أم الفحم، وهو قريب العائلة المالكة للمنزل، فإن الحادثة وقعت في ساعات الفجر الأولى، حين كانت سيدة من سكان المنزل وحدها داخله برفقة طفلتها الرضيعة البالغة من العمر شهرين، بينما كان زوجها في طريقه إلى عمله خارج المدينة.
الناشط الاجتماعي والسياسي يوسف محاميد من أم الفحم: الأهالي يطالبون بتوضيحات شفافة
استديو المساء مع شيرين يونس
10:01
وأوضح محاميد أن السيدة لاحظت وجود شخص غريب يتجول في محيط المنزل، ويحاول فتح الأبواب والدخول بالقوة، ما دفعها إلى الاتصال بوالد زوجها وطلب المساعدة، وسط حالة من الهلع والخوف. وأضاف أن والد الزوج بقي على اتصال هاتفي معها لطمأنتها، إلى أن وصل إلى المكان بحذر، خشية أن يكون الشخص مسلحًا.
وأشار إلى أن عددًا من الشبان توافدوا إلى المكان وساعدوا في السيطرة على الشخص المشتبه به، إلى حين وصول الشرطة، التي قامت بتوقيفه واقتياده للتحقيق في محطة شرطة أم الفحم، كما تم نقل مركبته إلى المحطة لفحصها.
تساؤلات ومخاوف في الشارع
الحادثة أثارت موجة من التساؤلات في أم الفحم والوسط العربي عمومًا، وسط مخاوف من أن تكون جزءًا من نمط مقلق شبيه بحوادث سابقة وقعت في مدن مختلطة، مثل يافا ومشرفة، حيث عبّر ناشطون وأهالٍ عن قلقهم من تجوّل أشخاص غرباء في الأحياء العربية خلال ساعات متأخرة من الليل.
وقال محاميد إن الأهالي يطالبون بتوضيحات شفافة، متسائلين عن أسباب وجود هذا الشخص في المنطقة في تلك الساعات، وما إذا كان يتصرف بمفرده أم ضمن إطار أوسع، داعيًا إلى عدم الاكتفاء بردود عامة، وضرورة توفير إحساس بالأمن والحماية للسكان.
كما أشار إلى أن بلدية أم الفحم تتابع القضية، ومن المقرر عقد جلسة مع العائلة المتضررة والجهات المعنية لبحث الحادثة وتداعياتها.
ردّ الشرطة
من جهتها، أصدرت الشرطة ردًا رسميًا أكدت فيه أنه لم يكن هناك اقتحام أو دخول فعلي إلى المنزل. وجاء في بيان الشرطة أنه بعد تلقي البلاغ، وصلت قوات الشرطة إلى المكان، وأوقفت الشخص المعني، وجرى فحص ملابسات الحادث.
وأضافت الشرطة أنه، وبعد التحقيق وفحص حيثيات ما جرى، لم يتبين وجود شبهة لمخالفة جنائية، وبالتالي تقرر إخلاء سبيل المواطن. وأشارت إلى أن الشرطة لا تستطيع الإفصاح عن تفاصيل تتعلق بوضعه الصحي، احترامًا لخصوصيته.
دعوات للحذر
في أعقاب الحادثة، دعا ناشطون الأهالي إلى توخي الحذر، إغلاق الأبواب جيدًا، وتشغيل وسائل المراقبة، إلى حين اتضاح الصورة بشكل كامل، مؤكدين في الوقت ذاته أهمية الحفاظ على ضبط النفس وانتظار المعطيات الرسمية.

