في مشهد يُعبّر عن انزلاق اليمين الإسرائيلي نحو الفاشية الدينية، أعلن نائب رئيس الكنيست عن حزب الليكود، نيسيم فاتوري، أنّ الحاخام مائير كهانا – الذي أُدين في إسرائيل والولايات المتحدة بجرائم تحريض وعنف، وتُصنَّف الحركة التي أسسها "كاخ" كمنظمة إرهابية.– "كان على حق في كثير من الأمور"، مضيفًا أنّ "الليكود أخطأ حين استبعده".
كهانا "قدّيس" في نظر الليكود الجديد
فاتوري، الذي كان يتحدث من على منبر الكنيست، اعتبر أنّ "كل الشعب الإسرائيلي كان آنذاك يتظاهر بالليبرالية"، قبل أن يعلن أمام زملائه تأييده لـ"النهج" الذي مثّله كهانا. وعندما سأله أحد النواب إن كان يدعم الإرهاب، أجاب: "أنا أؤيد"، مضيفًا أنّ "العرب على حدودنا إرهابيون... استمروا بهذا التفكير، فالحكومة ستواصل الحكم".
انقلاب على إرث الليكود
النائب اليميني أضاف أنّ "كهانا لم يكن إرهابيًا، بل قديسًا كان سيُمنح جائزة إسرائيل لو عاش اليوم"، مؤكدًا أنّ "الليكود أخطأ في الماضي وسنُصحّح الأخطاء". تصريحاته لم تمرّ بهدوء، إذ أثارت غضبًا واسعًا داخل القاعة، لكن فاتوري ردّ ببرود قائلاً: "اصرخوا كما تشاؤون، نحن لا نخاف".
الطيبي: شكوى ضد فاتوري ومطالبة بشطبه من الترشح
رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد طيبيflash90وقال النائب أحمد الطيبي في حديث مع راديو الناس إنّ كتلة الجبهة والعربية للتغيير ستتقدّم بشكوى رسميّة إلى لجنة الأخلاقيات والطاعة في الكنيست، مطالبةً بمعاقبة النائب نيسيم فاتوري على تصريحاته العنصرية وتمجيده للحاخام المتطرّف مائير كهانا. وأضاف الطيبي أنّ الكتلة ستعمل كذلك على شطب ترشّح فاتوري في لجنة الانتخابات القادمة، معتبرًا أنّ “هذه التصريحات ليست مجرّد زلّة لسان، بل تحريض خطير يعبّر عن الانحراف الأخلاقي الذي وصل إليه اليمين الإسرائيلي”.
من هو كهانا؟
كهانا كان حاخام وناشط يميني متطرّف من بروكلين؛ أسّس في نيويورك عام 1968 “رابطة الدفاع اليهودية” (JDL)، وانتقل إلى إسرائيل عام 1971 حيث أسّس حزب “كاخ”. انتخب للكنيست في 1984، ومُنع حزبه من الترشح في 1988 بسبب العنصرية، ثم حُظر نهائيًا عام 1994 وصُنّف مع تنظيم “كهانا حي” كمنظمتين إرهابيتين في إسرائيل والولايات المتحدة ودول أخرى. دعا صراحةً إلى طرد العرب من إسرائيل والأراضي المحتلة، وبلور أطروحته في كتابه “عليهم أن يرحلوا”. اغتيل في نيويورك بتاريخ 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1990 برصاص المصري الأميركي السيد نصير.


