دخل العام الدراسي الجديد في قطاع غزة وسط غياب المدارس والبنية التحتية التعليمية للعام الثالث على التوالي، في ظل ظروف إنسانية قاسية يعيشها مئات آلاف الأطفال بفعل الحرب المستمرة.
معلمة من غزة: الأولوية ليست للتعليم بل للبقاء على قيد الحياة
هذا النهار مع شيرين يونس
05:29
المعلمة نور عبد اللطيف من غزة أكدت في مقابلة مع راديو الناس أنّ الوضع التعليمي مأساوي، مشيرة إلى أنّ الأطفال "منذ أكتوبر 2023 لم يستكملوا عاماً دراسياً واحداً بشكل طبيعي، واليوم يمكن القول إننا بدأنا العام الثالث بلا مدارس ولا صفوف ولا تعليم، وهو أمر مؤلم للغاية".
مبادرات بديلة رغم الصعوبات
وحول المبادرات التي ظهرت لتدارك هذا الفراغ، أوضحت عبد اللطيف: "في بداية الحرب كان من المستحيل وجود خطط طوارئ سريعة، لكن مع مطلع 2024 بدأت الهيئات التعليمية الرسمية بمحاولة إطلاق برامج تعليمية عن بعد عبر مجموعات (واتساب)، حيث نتابع الطلاب بدروس أسبوعية وجلسات محدودة بمساعدة الأهالي".
وأضافت أنّ هناك مبادرات مجتمعية أخرى كـ"الخيام التعليمية" أو مبادرات لتعليم اللغات، غير أنّها تواجه تحديات كبيرة أهمها تكرار النزوح: "كلما بدأ الطالب يندمج في خيمة تعليمية تأتي أوامر نزوح جديدة، فيترك مكانه ويبدأ من جديد".
التعليم الخاص، حل مكلف
وتابعت: "بعد عودة بعض النازحين إلى مدينة غزة بداية 2025، حاولت مدارس خاصة أن تستأنف عملها، رغم تهالك المباني وصعوبة الظروف. لكن هذا التعليم مكلف مادياً، ولا تستطيع معظم العائلات تحمّل أعبائه".
جيل مهدد بالتسرّب
وحذّرت المعلمة من أنّ هذه الظروف ستؤدي إلى نسب تسرب مرتفعة من التعليم: "لدينا طلاب فقدوا ذويهم أو معيلهم، واضطروا لتحمل مسؤولية إعالة أنفسهم. في مثل هذه الظروف لن تكون الأولوية للتعليم، بل للبقاء على قيد الحياة".
وأضافت بأسى: "أطفال غزة كبروا قبل أوانهم، انشغلوا بجمع الماء والحطب والخبز بدل الحروف والكتب. ونتمنى أن نشهد قريباً انفراجاً وعودة للأمن والتعليم لكل أطفال القطاع، وأيضاً للكوادر التربوية".